كتب سام نان
في عام 1866، قام بحارة على متن سفينة ألمانية تسمى باولا بإلقاء زجاجة مغلقة بإحكام وبها رسالة في المياه على بعد مئات الأميال قبالة الساحل الغربي لأستراليا.
وبعد مائة وثلاثين عاما، عثر أحد سكان بيرث على الزجاجة على جزيرة ويدج في أستراليا.
ويعتقد أنها أقدم رسالة معروفة في زجاجة، من حيث مقدار الزمن بين تاريخ كتابتها ووقت العثور عليها.
وقد تم تسجيلها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية أن أقدم رسالة يرجع زمنها إلى 108 سنة، وجدت في ألمانيا في عام 2015.
عمل باحثون أستراليون وألمان وهولنديون معا للتحقق من صحة المذكرة، وفقا لتقرير من متحف غرب أستراليا.
كانت تانيا إلمان تسير على الشاطئ في يناير / كانون الثاني عندما وجدت الزجاجة القديمة.
وتقول إلمان: «لقد أخذتها اعتقاداً مني أنها ستبدو ديكوراً لطيفاً إو وضعتها على التلفاز في بيتي»، وفقا لما كان مدوناً على صفحة التواصل الاجتماعي لزوجها.
كانت الزجاجة مملوءا بالرمال الرطب. وبعد فترة وجيزة، صدمت صديقة ابن إلمان عندما وجدت مذكرة مدفونة بين ذرات الرمال الممتلئة بها الزجاجة.
وبعدما أخرجوا الرسالة من الزجاجة بعناية وتركوها حتى تجف اكتشفوا أنها مخطوطة لخط اليد باللغة الألمانية.
وقالت: «أول شيء أن لفت نظري هو مسح جزء من التاريخ وظهور الجزء الآخر من العام، __18»،
وقال زوج إلمان كيم. «لم نكن لنعتقد أبداً أن رسالة تستمر هذه المدة ومن ثم يسهل العثور عليها»
وصل الزوج إلى متحف غرب أستراليا، الذي بدأ دراسة تلك الوثيقة بدقة وعناية.
وقال روس أندرسون، مساعد أمين المتحف في علم الآثار البحرية في بيان: «إن الاكتشافات الاستثنائية تحتاج إلى أدلة قوية لدعمها، لذا اتصلنا بالزملاء في هولندا وألمانيا للمساعدة في العثور على مزيد من المعلومات».
ولكن هذه الرسالة ليست (استغاثة) أو رسالة حب.
وقال المتحف فى تقرير بحثى ان الوثيقة قد تتفق مع التجربة البحرية الالمانية الكبرى التى اجريت من عام 1864 الى عام 1933 من اجل معرفة المزيد عن تيارات المحيطات.
«ألقيت الآلاف من الزجاجات في محيطات العالم من السفن الألمانية، كل منها يحتوي على نموذج تاريخي ربما كتبه قبطان أو جندي، ولكن غالباً ما يدون عليها التاريخ واسم السفينة أو اسم القبطان أو صاحب الرسالة.
واضاف «بناء عليه طلبتُ من الباحثين الدراسة الدقيقة لمعرفة زمن ومكان كتابة الرسالة ومن ثم اعادتها الى المرصد البحري الالماني في هامبورغ او اقرب قنصلية ألمانية».
وقد سبق وأعيد أكثر من 600 رسالة، وفقا للمتحف، «كانت آخر زجاجة تم العثور عليها في 7 يناير 1934 في الدنمارك».
وصل الباحثون إلى الوكالة البحرية والهيدروغرافية الألمانية، التي وجدت أن الكتابة اليدوية على المذكرة تتوافق تماما مع الكتابة اليدوية في سجل السفينة. ويشير ذلك السجل إلى أن زجاجة قد ألقيت من السفينة على طول هذا الطريق.
وذكرت وكالة الحكومة الألمانية أن المعلومات التفصيلية عن السفينة ومسارها «لا يمكن الوصول إليها بسهولة»، مما يجعل البحث فيه شيء من الصعوبة ويتطلب المزيد من الوقت.
وقال الباحثون الهولنديون أن الزجاجة قد تتفق أيضا مع الزجاجات التي تنتجها إحدى الشركات الهولندية في ذلك الوقت.
وقال التقرير البحثى ان الزجاجة ربما وصلت الى الشواطئ الغربية لاستراليا خلال عام من إلقائها من على متن السفينة.
«من المرجح أن السبب في الاحتفاظ بالرسالة رطبة هو كونها كانت مدفونة داخل طبقة من الرمال الرطبة».
وتقول تانيا إلمان: «كان هذا الحدث الأكثر تميزا في حياتي. «أعتقد أن هذه الزجاجة لم يتم لمسها منذ ما يقرب من 132 عاما وأنها في حالة ممتازة، على الرغم من العوامل الطبيعية التي تعرضت لها».