ينبع الخوف من الموت جزئيًا من فكرة أن الموت عملية مؤلمة، ومن أن الرعاية التلطيفية لا تستطيع تخفيف آلامه. بيد أن الخبراء يشيرون إلى أن الشعور بالألم الشديد أثناء الموت يعد نادرًا للغاية.
ووفق ما نقلت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية، فإن الأدلة الصادرة عن الجمعية التعاونية الأسترالية لمخرجات الرعاية التلطيفية Palliative Care Outcomes Collaboration (PCOC) في جامعة ولونغونغ تبين إحصائيًا وجود تحسن ملحوظ خلال العقد الماضي في الألم وأعراض نهاية الحياة.
ويرى الخبراء أن أكثر من 85% من مرضى الرعاية التلطيفية لا يعانون من أعراض حادة حين وفاتهم، في حين أن الأشخاص في أيام وساعات حياتهم الأخيرة يعانون من ألم أقل إضافة لمشاكل أخرى كانوا يعانون منها في المراحل السابقة من مرضهم.
ويعد أكثر الأعراض التي يعاني منها المرضى عند اقتراب أجلهم شيوعًا هو الإعياء والتعب، فيما يرجع الشعور بالإعياء إلى فقدان الطاقة الناتج عن فقدان الشهية، وهو أمر واسع الانتشار عند اقتراب الموت.
وأشار موقع “ذي كونفرسيشن” الأسترالي إلى أن” 13.3% من المرضى أبلغوا في عام 2016 عن شعورهم بالضيق الشديد بسبب شعورهم بالإعياء عند بداية تلقيهم رعاية تلطيفية، ويتبعهم في النسبة الأكثر انتشارًا الشعور بالألم بنسبة 7.4% ومشاكل في الشهية بنسبة 7.1%”.
ومن الأعراض الأخرى الأقل انتشارًا عند اقتراب نهاية الحياة هي مشاكل التنفس والأرق والغثيان ومشاكل في الجهاز الهضمي بيد أن هذه جميعها تتحسن مع قرب الأجل.
وفي عام 2016، أفاد حوالي 26% من جميع مرضى الرعاية التلطيفية بأنهم يعانون من عرض حاد واحد أو أكثر عندما بدأوا تلقي الرعاية التلطيفية، لكن هذا الرقم انخفض إلى 13.9 % مع اقترابهم من الموت.
وتظهر بيانات الجمعية التعاونية الأسترالية أن الأفراد الذين يتلقون الرعاية في المستشفيات تحت إشراف خبراء في تقديم خدمات الرعاية التلطيفية يتمتعون بتحكم أفضل في الألم والأعراض، ومع ذلك، فإن عددًا قليلًا من المرضى الذين يتلقون الأدوية والتدخلات التلطيفية الأخرى لا يقل شعورهم بالألم ولا تخفف أعراضهم بشكل كافٍ.