أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع على متظاهري “السترات الصفراء” الذين احتشدوا قرب قصر الاليزيه بباريس. وكانت مراسلة “الجديد” راشيل كرم التي تواكب التطورات من باريس اشارت التظاهرات انطلقت صباح اليوم فيما تعمل الشرطة على اقفال مداخل الشانزيليزيه. ولفتت راشيل كرم الى ان المتظاهرين يطالبون باستقالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تنديداً بسياساته الاقتصادية. وكانت الشرطة الفرنسية اعلنت اعتقال 278 شخصا في باريس صباح اليوم قبل ساعات من بدء التظاهرات التي دعت إليها حركة “السترات الصفراء” المناهضة للحكومة وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف.
وقد تم إغلاق المعالم الرئيسية في باريس والمتاجر الكبرى بينما انتشر آلاف من عناصر الشرطة في الشوارع بعدما شهدت العاصمة الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي أسوأ أعمال شغب منذ عقود.
الى ذلك قال مصدر مطلع على العملية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم توقيف 34 شخصا على الأقل لحيازتهم أقنعة ومطارق ومقاليع وحجارة يمكن استخدامها لمهاجمة الشرطة. وهزت فرنسا أعمال عنف وقعت نهاية الأسبوع الماضي وشهدت إحراق مئتي سيارة وتخريب قوس النصر وزجّت بحكومة ماكرون في أسوأ أزمة تواجهها حتى الآن. الى ذلك قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إنه لا يتوقع أن يشارك سوى “بضعة آلاف” في تظاهرات باريس التي انضم إليها 8000 شخص في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. لكنه تحدث عن وجود “أفراد يتسمون بالعنف الشديد” بينهم.
وقال كاستانير إن “الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن سيطرة مبتكريه”، في إشارة إلى حركة “السترات الصفراء” التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديداً بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية، لكن باتت ترفع فيها شتّى المطالب والاحتجاجات وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية. وتهدد بأن السلطات الفرنسية “لن تتهاون” مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى.