
خالف الائتلاف الحاكم في أستراليا التوقعات ليحتفظ بالسلطة بعد الفوز في الانتخابات التشريعية التي جرت السبت ما دفع رئيس الوزراء سكوت موريسون للقول “طالما آمنت بالمعجزات”.
وهتف موريسون مبتهجا أمام أنصاره “كم هي طيبة أستراليا!”. وكان موريسون قد تولى المنصب قبل تسعة أشهر فقط إثر انقلاب حزبي داخلي ضد سلفه المعتدل مالكوم ترنبول.
ورغم أنه لم يتضح بعد ما إذا سيتمكن حزب الأحرام بزعامة موريسون وشريكه الحزب الوطني بقواعده الريفية، من انتزاع عدد كاف من المقاعد بما يسمح لهما بتشكيل حكومة غالبية، إلا أن زعيم المعارضة العمالية أقر بالهزيمة قبيل منتصف ليل السبت.
وقال بيل شورتن أمام مؤيدين اصيبوا بالذهول في ملبورن “مراعاة للمصلحة العامة، اتصلت قبل قليل بسكوت موريسون لتهنئته” مضيفا بأنه سيتخلى عن زعامة الحزب في أعقاب الهزيمة الصادمة.
وتعد النتيجة نكسة كبرى وفشلا لمؤسسات الاستطلاعات التي تنبأت طيلة أشهر فوزا مريحا لحزب العمال بعد ست سنوات في صفوف المعارضة.
وبعض شركات المراهنة دفعت الرهانات في وقت مبكر متوقعة هزيمة الائتلاف، وجميع المناصرين باستثناء الاكثرهم حماسة توقعوا الهزيمة.
وتظهر النتائج على ما يبدو تشرذما للناخبين مع دور كبير لعبته أحزاب شعبوية صغيرة وأخرى من اليمين المتطرف في ترجيح كفة الفوز لصالح الأحرار في مناطق رئيسية في شمال شرق البلاد.
وبين هؤلاء بولين هانسون، الذي قلل حزبها من أهمية فضيحة طالته عن تلقيه أموالا من لوبي الأسلحة الأميركي، وكلايف بالمر — الملقب بدونالد ترامب أستراليا — الذي أنفق عشرات ملايين الدولارات على حملة شعبوية.
والتصويت إلزامي في أستراليا، ولديها نظام اقتراع معقد يختلف من ولاية إلى أخرى.
سينسب الكثير من الفوز إلى موريسون الذي كان قبل بضع أسابيع فقط يقف على عتبة هزيمة انتخابية وأن يكتب عنه بأنه رئيس الوزراء الذي أمضى الفترة الاقصر في تاريخ السياسة الأسترالية.
لكنه تمكن من تقليص الفارق وسط حملة حصلت على دعم من أكبر المؤسسات الإعلامية — مملوكة من قطب الإعلام روبرت موردوك — استهدفت الناخبين الأكبر سنا والأكثر ثراء القلقين إزاء خطط حزب العمال القاضية بسد مختلف الثغرات الضريبية من أجل تمويل الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والمبادرات المناخية.
وقال روب مانوارينغ، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة فليندرز في أدلايد إن “حزب العمال قام بحملة مضنية لاستراتيجية ذات هدف كبير مع سلسلة من التنازلات الضريبية الرئيسية، التي يبدو أنها بنهاية الأمر لم تلق صدى لدى الناخبين”.
وعبر أنصار حزب الأحرار عن فرحة غامرة للنتيجة.
وقال انتوي تشينغ في مقر حزب الأحرار “أمر لا يصدق” مضيفا “الجميع كان يتوقع بأننا لن نفوز”.
وقالت جولي نلسون (67 عاما) “أعتقد بأن موريسون ركز حملته على الخوف والناس صدقوا ذلك”.
وبرزت قضايا التغير المناخي بشكل كبير في حملته.
وأستراليا من الدول الصناعية الأكثر عرضة للتغير المناخي. وأدى صيف من فيضانات قياسية وحرائق غابات وجفاف إلى نقل القضية من هامش السياسة إلى مقدمة وقلب الحملة.
وفي الأرياف التي تميل تقليديا أكثر إلى المحافظين، يطالب المزارعون بإجراءات فيما في العديد من الضواحي الغنية الثرية خاض العديد من المرشحين المؤيدين للبيئة حملاتهم على مسافة متقاربة من مرشحين بارزين من الحزب الليبرالي.
وفي شمال سيدني، خسر رئيس الوزراء السابق توني ابوت — الذي وصف ذات مرة التغير المناخي بالتفاهة — مقعدا شغله ربع قرن أمام المرشح المستقل زالي ستيغال، المحامي والبطل الأولمبي في رياضة التزلج الألبي.
وفيما أقر بالهزيمة، وخصوصا بسبب قضية المناخ، تحدث ابوت عن “إعادة تموضع” في السياسة الأسترالية مع فوز الليبراليين بعدد أكبر من أصوات الطبقة العاملة مضيفا “لن أسمح ليوم سيء بأن يفسد 25 عاما”.
وخلال الحملة الانتخابية تعرض مرشحون للرشق بالبيض والإساءات، واضطر عدد منهم للانسحاب بسبب تعليقات عنصرية أو جنسية أو مسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت نتائج الانتخابات العامة الأسترالية قد أشارت إلى أن الائتلاف الأحراري الوطني الذي يتزعمه موريسون حصل على 74 مقعدا من أصل 151 مقعدا في مجلس النواب، في حين حصل حزب العمال المعارض الذي يتزعمه “بيل شورتن” على 65 مقعدا.