تعقد منظمة الصحة العالمية اجتماعاً، اليوم الأربعاء، لتحديد ما إذا كان ينبغي إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، بعد الإعلان الذي أصدرته هيئة الصحة الوطنية الصينية، الذي يؤكد أن الفيروس الجديد الذي تم تحديده لأول مرة هناك، يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
مع إعلان الصين أنّ حصيلة فيروس كورونا المستجدّ المتفشي ارتفعت إلى 9 وفيات وأكثر من 400 مصاب في عموم أنحاء البلاد، أعلنت كوريا الشمالية عزمها إغلاق حدودها أمام السياح كإجراء وقائي لمنع وصول الفيروس من الصين المجاورة، وفق ما أعلنت وكالة سفر، الأربعاء.
وفي رسالة نشرتها منظمة الصحة العالمية على وسائل التواصل الاجتماعي، صرح المدير العام للوكالة الصحية الأممية تيدروس أدهانوم، أنه سيعقد لجنة طوارئ حول فيروس كورونا بهدف التأكد من ما إذا كان يشكل تفشي المرض حالة طوارئ للصحة العامة مثيرة للقلق دولياً. حيث إن وصلت حالات الوفيات 9 حالات وأكثر من 400 إصابة حتى الآن.
الحيوانات المصدر الرئيسي
وقال المتحدث باسم المنظمة، طارق ياساريفيتش، في مؤتمر صحافي في جنيف يوم الثلاثاء: “بناء على المعلومات الحالية، يبدو أن الحيوانات هي المصدر الرئيسي المحتمل لهذه الفاشية، مع انتقال محدود من إنسان لآخر بين جهات اتصال وثيقة”.
وفي تصريحات للعربية.نت أكد الدكتور، عادل فلسطين، أستاذ الأمراض الصدرية، أن فيروسات كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات يمكن أن تسبب عدداً من الأمراض تتراوح ما بين نزلات البرد العادية إلى الحادة والوخيمة ومرض سارس، كما أنها تصيب الحيوانات كالقطط والكلاب والقوارض، كما تصيب الإنسان.
ويضيف دكتور فلسطين أن فيروس كورونا الجديد تسبب في أبريل 2012 ومايو 2013 في إصابة الجهاز التنفسي لأكثر من 34000 شخص في ستة بلدان (السعودية – قطر- الأردن – الإمارت – المملكة المتحدة – فرنسا) وتوفي منهم 20 شخصاً.
وشدد دكتور فلسطين على أنه في حالة الاشتباه بمريض الإنفلونزا يعاني من سعال شديد وارتفاع بدرجة الحرارة والتهاب رئوي قد يكون مريضا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا). علماً أن فيروس الإنفلونزا هذا العام الذي انتشر بمصر تأكد أنه فيروس H1N1 (الخنازير) وتعاملت الأمصال المصرية – التي تأخرت قليلاً هذا العام – معه على هذا النحو.
وعن طرق التعامل مع أنواع الإنفلونزا المختلفة بما فيها الكورونا، أكد دكتور فلسطين على الاهتمام والرعايا الخاصة لصغار وكبار السن، كذا من يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والفشل الكلوي أو نقص المناعة، كما أن الخطورة تكمن عند ظهور ارتفاع شديد بدرجة الحرارة وظهور أعراض التسمم الفيروسي أو الالتهاب الرئوي، في هذه الحالة يجب نقل المريض فوراً إلى المستشفى.
الأعراض والوقاية
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات حول كيفية اكتشاف وعلاج الأشخاص المصابين بالفيروس، وأكدت على أهمية غسل الأيدي بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وطبخ اللحوم والبيض جيدا، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يظهر عليه أعراض أمراض الجهاز التنفسي، مثل السعال والعطس.
ما هو فيروس كورونا؟
وصفت منظمة الصحة العالمية فيروسات كورونا أو الفيروسات التاجية بأنها “مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تسبب مرضا يتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى أمراض أكثر حدة”.
ربما الأكثر شهرة هو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، المعروف باسم سارس، الذي تفشى في آسيا في عام 2003، وانتشر في بلدان في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وأوروبا، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 650 شخصاً في الصين قبل أن يتم احتواؤه بنجاح في وقت لاحق من ذلك العام.