عبرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا الحدود إلى بلدان أخرى بعد أن قضت على 213 شخصا في الصين، فيما يطل الخطر برأسه ويثير قلق خبراء الصحة.
فيما يلي بعض المعلومات التي أوردتها “رويترز” عن الفيروس وما عجز العلم عن اكتشافه حتى الآن:
من أين أتى؟
يعتقد العلماء والخبراء أن الفيروس نشأ في أواخر العام الماضي في سوق للأطعمة بمدينة ووهان الصينية تُباع فيها الحيوانات البرية بطريقة غير مشروعة. ويظن خبراء الصحة أن النشأة الأولى للفيروس ربما كانت من الخفافيش ثم انتقل إلى البشر، وربما عبر نوع آخر من الكائنات.
وأُبلغت منظمة الصحة العالمية عن بضع حالات من الالتهاب الرئوي في ووهان في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وأكدت السلطات الصينية بعد ذلك بأسبوع أنها تعرفت على فيروس جديد.
ما حجم الخطر؟
ينتمي الفيروس الجديد، الذي يشير إليه العلماء اختصارا (2019-إن.سي.أو.في) إلى عائلة الفيروسات التاجية، وهي عائلة من الفيروسات التي تشمل نزلات البرد الشائعة والأمراض الأكثر خطورة مثل متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس).
وهناك مجموعة كبيرة من الأعراض التي تترافق مع الإصابة بفيروس كورونا، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس وصعوبته.
لم يتضح مدى خطورة الفيروس الجديد على الحياة، وبالرغم من أن حالات الإصابة الشديدة يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي والموت، ربما تكون هناك حالات كثيرة أكثر اعتدالا حتى أنها تمر دون ملاحظة، وكان كثير ممن قتلهم الفيروس يعانون في الأصل من أمراض أو كانوا مسنين أو يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
كيف تنتقل العدوى وسبل تجنبها؟
يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل من شخص لآخر، لكن لم يتبين مدى سهولة انتقال العدوى، فمعظم هذه الحالات كانت لأشخاص تواجدوا في ووهان، أو أفراد من أسر مصابين، أو عاملين في المجال الطبي.
وغالبا ما يكون انتقال العدوى عن طريق الاتصال عن قرب مع شخص مصاب عبر الرذاذ عندما يتنفس المريض أو يسعل أو يعطس أو عن طريق لمس شخص مصاب أو شيء ملوث بالفيروس قبل أن يلمس الإنسان فمه أو أنفه أو عينيه.
للحد من احتمال انتقال العدوى، توصي منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال عن قرب مع المرضى.
وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه يجب على من تظهر عليهم أعراض السعال والحمى في غضون 14 يوما من عودتهم من الصين الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانوا بحاجة لإجراء اختبار.
ويجدر بالذكر أنه لا يوجد لقاح حتى الآن للوقاية من المرض.
أين انتشر؟
الغالبية العظمى من الحالات التي تم تحديدها وعددها حوالي 10 آلاف كانت في الصين، معظمها في ووهان والمناطق المحيطة بها، وتشمل قائمة الدول الأخرى التي تم التأكد من وجود حالات إصابة بها كلا من أستراليا وكمبوديا وكندا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وماليزيا ونيبال وسريلانكا وسنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وفيتنام.
وتراقب منظمة الصحة العالمية عن كثب حالات انتقال العدوى من شخص لآخر خارج مدينة ووهان الصينية، وهو أمر قد يشي بأن الفيروس ربما يملك القدرة على الانتشار إلى مدى أبعد.
وهناك ثماني حالات على الأقل انتقلت فيها العدوى من إنسان إلى آخر في أربع دول خارج الصين بينها الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.
ماذا تفعل السلطات؟
عزلت الحكومة الصينية ووهان فعليا في مسعى لوقف انتشار الفيروس. وحذرت عدد من الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، مواطنيها من السفر إلى الصين وبدأت في إخراج مواطنيها من ووهان.
ولم تقدم منظمة الصحة توصيات بفرض قيود على السفر أو التجارة مع الصين.
هل هو شبيه لسارس؟
إن الفيروس الجديد هو إحدى سلالات الفيروسات التاجية، مثله مثل سارس، الذي قتل ما يقرب من 800 شخص في أنحاء العالم عامي 2002 و2003.
لكن على النقيض من سارس، الذي نشأ في الصين أيضا، يُعتقد أن الفيروس الجديد يملك القدرة على الانتشار خلال فترة الحضانة التي قد تمتد من يوم واحد إلى 14 يوما، قبل أن تظهر الأعراض على الشخص المصاب.
وعلى الرغم من أن الفيروس الجديد ليس فتاكا مثل سارس، إلا أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة أكبر بشكل عام.