
تحت رعاية السفير الفلسطيني في أستراليا الدكتور عزت عبد الهادي أطلق ووقع الشاعر والأديب فؤاد شريدي مساء الأثنين الماضي كتابه الجديد “المحرقة الفلسطينية كما عشتها” في صالة “سيتي فيو” في سدني بدعوة من الأصدقاء في الحزب القومي السوري وبحضور مميز من كافة أطياف الجالية العربية.
يحتار القارئ في كيفية تصنيف الكتاب الجديد للشاعر شريدي عند قرائته، فهل هو رواية أو مقطوعات شعرية أو سرد لقصص واقعية أو وثائق تاريخية لوقائع مؤلمة عاشها الشاعر شريدي ، في الواقع انها كل ما ذكرناه لا بل انها شاهد على حقبة مؤلمة من المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني ومازال يعيشها حتى هذه اللحظة، من محتل صهيوني غاصب ومجرم ، استطاع الكاتب شريدي أن يحمل القارئ بطريقة جذابة ومؤلمة في كثير من الأحيان الى مشاهدة رحلة ذلك الطفل ابن التاسعة من العمر ومعاناته ومشاهداته لأهل بلدته الصفصافة وهم يقتلون، فما زالت ذاكرته تعتصر ألما وأفكاره تولد ابداعا وقلبه ينبض غضبا عارما على ما جرى ويجري من قتل وتدمير للشعب الفلسطيني.
يقول الشاعر والأديب فؤاد شريدي: ثمانون عاما وأتون المحرقة الفلسطينية يحاصرني… ثمانون عاما وأنا أتلظى على جمر أحزاني … لا الجمر أحرقني .. ولا رماد الحزن أقعدني وأعياني.
لم أقرأ في التاريخ أحزانا تشبه أحزاني .. المحرقة الفلسطينية ستظل لوثة على جبين هذا العالم.. الشعب الفلسطيني لم يكن قطيعا في غابة من غابات هذا العالم ليكون فريسة لذئاب لا تعرف الرحمة..
وبقى الأمل واضحا عند الكاتب شريدي فيقول: أنا مؤمن ايماني بالله .. ايماني بالحياة .. ايماني بطلوع الفجر مهما طال الليل.. أن فجر فلسطين سيوف يبزغ من جديد.
أخيرا يبقى كتاب الشاعر فؤاد شريدي وثيقة تاريخية أدبية ، يكشف الكاتب من خلالها تفاصيل المذابح والتفجيرات والمعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني العزل على ايادي العصابات الصهيونية عام 1948ويقدم الكاتب أدلة لا لبس فيها عن الفظائع التي أرتكبت بحق الفلسطينيين من مذابح واغتصاب وطرد وتسميم الماء.
نجح الأستاذ شريدي في جعل كتابه وثيقة ودليل على أن نكبة 1948 تدخل في اطار التطهير العرقي حيث أن الوقائع والمشاهدات المعاشة المسرودة في الكتاب تدل على أن الدولة الصهيونية ودولة الكيان الغاصب ارتكبت جرائم لا تحصى ضد الإنسانية.