العرب والمسلمون صوتوا – أخبار العالم
دعوات للفصل عن دعم بايدن لإسرائيل
طوال الأشهر الماضية، حذر العديد من القادة الأميركيين من ذوي الأصول العربية نائبة الرئيس كامالا هاريس من تبني سياسات داعمة للرئيس جو بايدن في قضية غزة. وأشار هؤلاء القادة إلى أن هذا الموقف قد يترتب عليه رد فعل قوي من المجتمع العربي الأميركي، الذي يعد من العوامل المؤثرة في الانتخابات الأميركية. رغم تلك التحذيرات، اختارت هاريس تجاهل تلك المناشدات.
أخطاء استراتيجية تزعزع الثقة
بدلاً من اتخاذ خطوات للفصل بين مواقفها السياسية ومواقف بايدن، ارتكبت هاريس سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية. فقد تسببت مواقفها في إهانة الناخبين العرب الأميركيين، الذين تألموا مع ارتفاع حصيلة القتلى في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، رفضت هاريس استضافة فلسطيني أميركي في المؤتمر الوطني الديمقراطي، كما أغلقت الأبواب أمام المتظاهرين في تجمعات الحملة الانتخابية الذين انتقدوا دعمها لإسرائيل. لم تكتفِ بذلك، بل أرسلت ممثلين مؤيدين لإسرائيل إلى ولاية ميشيغان.
غضب في ديربورن: “تم التخلي عنا”
في مدينة ديربورن، التي تضم عددًا كبيرًا من العرب الأميركيين، وصف رئيس مجلس المدينة مايكل ساريني مشاعر السكان بأنها “الشعور بالتخلي”، مؤكدًا أن العديد من هؤلاء السكان أرادوا إرسال رسالة قوية ضد سياسات هاريس. وأشار إلى أن هذا الغضب يعكس رغبتهم في إنهاء الحروب المستمرة وقتل الأبرياء في الشرق الأوسط.
النتائج الانتخابية تعكس الاحتجاجات
بعد الانتخابات، وعندما شعر الديمقراطيون بالإحباط من النتائج، لم يكن العديد من سكان ديربورن متفاجئين بفوز دونالد ترامب. وبحسب تقارير من موقع “بوليتكو”، أجريت مقابلات مع قادة عرب أميركيين في ديربورن الذين أكدوا أن نتائج الانتخابات كانت تعبيرًا عن احتجاج ضد سياسة بايدن بشأن غزة. كما شهدت الجامعات الأميركية احتجاجات من جيل الشباب التقدمي الذين شاركوا في أضخم احتجاج مناهض للحرب منذ جيل.
الانهيار الكبير في دعم هاريس
بحسب النتائج غير الرسمية، حصل ترامب على أكبر عدد من الأصوات في ديربورن بنسبة 42%، بينما حصلت هاريس على 36%. وهذا يمثل انخفاضًا حادًا بنسبة 33 نقطة عن نتائج انتخابات 2020، حيث فاز بايدن في ديربورن. في بعض الأحياء العربية في المدينة، حصلت هاريس على 13% فقط من الأصوات، بينما حصل ترامب على 51%.
يعتقد العديد من قادة ديربورن أن مواقف ترامب الاجتماعية والسياسية، والتي تروج لشعار “أميركا أولاً”، قد جعلت العديد من العرب الأميركيين يشعرون بالراحة في دعم الحزب الجمهوري، بعد أن كانت هذه الفئة قد ابتعدت عن الحزب الجمهوري إثر أحداث 11 سبتمبر.