
كيف فقدت حكومة – استراليا
في الوقت الذي يعتقد فيه الكثيرون أن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز تعرض للتشهير غير العادل
فإن هناك قلة من الذين دافعوا عن حكمه، خصوصًا عندما تعرض كنيس يهودي في ملبورن لهجوم بقنابل حارقة.
الهجوم، الذي وصفه البعض بأنه “معادٍ للسامية”، أثار ردود فعل قوية في أوساط المجتمع اليهودي والحكومة الأسترالية.
رد فعل ألبانيز وتأثيره على صورته السياسية
بعد الهجوم على الكنيس، ظهر ألبانيز في صور وهو يلعب التنس في بيرث، وهو ما اعتبره البعض غير مبالي.
أحد نواب حزب العمال وصف هذا التصرف بأنه “غير مناسب” في ظل الأزمة التي كانت تمر بها الجالية اليهودية في ملبورن.
ورغم ذلك، يعتقد البعض أن رئيس الوزراء كان في وضع صعب، إذ كان يتلقى إحاطات أمنية يومية
وكان قد خصص 32.5 مليون دولار لتعزيز الأمن في المجتمعات اليهودية بعد الهجوم.
إلا أن الصور ساهمت في زيادة الشعور بأن حكومته كانت بطيئة في معالجة معاداة السامية.
اتهامات تجاه وزيرة الخارجية بيني وونغ
من ناحية أخرى، يشير بعض النواب إلى أن وزيرة الخارجية بيني وونغ تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية
حيث انتقدوا تصريحاتها حول إسرائيل وفلسطين، والتي ساهمت في تأجيج التوترات الداخلية.
على الرغم من محاولات الحكومة تقديم الدعم للجالية اليهودية، فإن مواقفها في الأمم المتحدة، مثل تأييد قرارات مؤيدة لفلسطين، كانت مثار جدل وأثارت غضب أنصار إسرائيل.
تصاعد الهجمات المعادية للسامية في أستراليا
القلق الأكبر في المجتمع اليهودي كان من تصاعد معاداة السامية، وهو ما تجسد في عدة حوادث مروعة بعد الهجوم على الكنيس.
في ضاحية وولاهرا في سيدني، تم إحراق سيارة ورسم شعارات معادية لإسرائيل على المنازل.
وقد أثار هذا الحادث غضب العديد من الشخصيات السياسية واليهودية، مثل النائب جوش بيرنز، الذي انتقد استخدام الهجوم في صراعات سياسية.
حزب العمال وتغيير مواقفه الدولية
في الأوقات التي تزداد فيها التوترات داخل أستراليا، يواجه حزب العمال تحديات في توازن مواقفه الدبلوماسية
خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
فقد تغيرت مواقف الحزب في الأمم المتحدة، حيث انتقل من رفض قرارات مؤيدة لفلسطين إلى الامتناع عن التصويت، وهو ما وضع أستراليا في خلاف مع حلفائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
العلاقة المتوترة بين الحكومة والجالية اليهودية
وفي خضم هذه التطورات، وصف جيريمي ليبلر من الاتحاد الصهيوني الأسترالي العلاقة بين الحكومة الألبانية والجالية اليهودية بأنها “أكثر توتراً من أي وقت مضى”.
وقال إن التوترات ناتجة عن “التحول في موقف الحكومة” تجاه دعم إسرائيل، وهو ما أدى إلى شعور الجالية اليهودية بعدم الحماية وافتقار الحكومة إلى الوضوح الأخلاقي في محاربة معاداة السامية.
استمرار القلق في المجتمع اليهودي
الهجمات الأخيرة ضد الجالية اليهودية في أستراليا سلطت الضوء على المخاوف من تزايد معاداة السامية، مما جعل المجتمع يشعر بعدم الأمان.
إن الرد الحكومي على هذه الهجمات، رغم بعض الإجراءات، كان بطيئًا وترك الكثيرين في المجتمع اليهودي يشعرون بأنهم غير مسموعين.