شركات التأمين الصحي تكدّس – استراليا
كشف تقرير صادر عن معهد أستراليا أن شركات التأمين الصحي الخاصة تحقق أرباحًا هائلة في أستراليا، ومع ذلك، تنجح في إقناع الحكومة بالموافقة على رفع أقساط التأمين. هذا الأمر يثير مخاوف واسعة حول مدى تأثير هذه الزيادات على المستهلكين الذين يواجهون أزمة غلاء المعيشة.
وبحسب هيئة التنظيم المالي الأسترالية (APRA)، حققت شركة Medibank، أكبر شركات التأمين الصحي الخاصة، أرباحًا ضخمة بلغت 785 مليون دولار قبل الضرائب خلال العام الماضي. ورغم هذه المكاسب، حصلت على موافقة رسمية لرفع أقساط التأمين بنسبة 3.99% اعتبارًا من الشهر المقبل، وهي نسبة تفوق متوسط الزيادة السنوية ومعدل التضخم.
مكاسب غير مسبوقة للمساهمين
عند النظر إلى نسبة العائد، يتضح أن أرباح Medibank تمثل 45% من حقوق المساهمين، مما يعني أن الشركة جمعت ما يقارب نصف إجمالي استثمارات مساهميها في عام واحد فقط.
أما شركة BUPA، فقد أعلنت عن أرباح بلغت 607 ملايين دولار، وتخطط لرفع أقساطها بنسبة 5.10%. في حين سجلت شركة NIB أرباحًا بقيمة 289 مليون دولار، وسترفع الأقساط بنسبة 5.79%، مما يزيد العبء المالي على المستهلكين.
“جشع لا حدود له”
وفي تعليق على هذه الأرقام، قال ديفيد ريتشاردسون، الباحث البارز في معهد أستراليا:
“في وقت يكافح فيه الأستراليون لمواجهة تكاليف المعيشة المرتفعة، تستمر شركات التأمين الصحي في جني أرباح طائلة دون تردد.”
وأضاف:
“إنهم يدركون تمامًا أن عملاءهم يعانون ماليًا، ومع ذلك، يبدو أن تعظيم الأرباح يظل أولويتهم الأولى.”
وتابع مستنكرًا:
“إلى أي مدى يكفيهم الربح؟ شركة Medibank وحدها جنت ثلاثة أرباع مليار دولار، ورغم ذلك، تزيد أقساطها بنسبة تفوق غيرها!”
زيادة غير مبررة واتهامات بالاستغلال
أكد ريتشاردسون أن هذه الزيادات غير مبررة، لا سيما في ظل الأرباح الضخمة التي تحققها الشركات، واصفًا قطاع التأمين الصحي بأنه “صناعة فاشلة تستغل معاناة العملاء لتحقيق مكاسب خيالية.”
وفي ختام حديثه، تساءل بحدة:
“هل تعيش هذه الشركات في الواقع نفسه الذي يعيشه المواطنون؟ أم أنها منفصلة تمامًا عن معاناتهم اليومية؟”
بهذه التطورات، يبقى المستهلك الأسترالي هو المتضرر الأكبر، بينما تواصل شركات التأمين تعزيز مكاسبها دون قيود واضحة من الجهات التنظيمية.
