
هيئة مكافحة الفساد تحذر – استراليا
أصدرت هيئة مكافحة الفساد الوطنية تحذيراً مباشراً للسياسيين والمرشحين والموظفين قبل الانتخابات الفيدرالية القادمة، مشددة على أنها ستتصدى لأي محاولات لاستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية.
في رسالة مفتوحة نُشرت يوم الجمعة، أكدت الهيئة أن الإحالات المتعلقة بالفساد لا ينبغي استخدامها كأداة ضغط سياسي، محذرة من أن الاتهامات العلنية بالفساد يجب أن تكون مبنية على أسس قوية وتُطرح بمسؤولية.
استخدام غير مشروع لإحالات الفساد
وأوضحت الرسالة:
“إن الاتهام العلني بالفساد أمر خطير للغاية، ويجب أن يتم فقط عندما يكون هناك أساس قوي لذلك.”
وأضافت الهيئة أنها عادةً ما تمتنع عن التعليق على التحقيقات.
لكنها ستستخدم سلطتها للإدلاء بتصريحات علنية إذا تم استخدام الإحالات كسلاح سياسي.
وذلك للحفاظ على نزاهة العملية وحماية السمعة من الضرر غير العادل.
اتهامات سياسية سابقة
في وقت سابق من هذا العام، واجهت النائبة زوي دانييل، عن دائرة جولدشتاين، اتهامات وجهها الحزب الليبرالي، زاعماً أن أحد موظفي مكتبها طلب من المحكمة إزالة سيمون هولمز، أحد داعمي حملة المناخ 200، من قائمة باور 200 في مجلة المراجعة المالية الأسترالية.
لكن بعد تحقيقات أولية، وجدت لجنة مكافحة الفساد أن الموظف لم يكن يعمل لدى السيدة دانييلز في ذلك الوقت، بل كان مستشاراً مؤقتاً بدوام جزئي في السابق.
كما أكدت اللجنة أن دانييل لم تسئ استخدام موارد الكومنولث لصالح أحد المانحين.
وردّت دانييل على هذه الاتهامات قائلة:
“الإحالات المزعجة أو ذات الدوافع السياسية تقوض هيئة مكافحة الفساد وتضيع وقتها ومواردها.”
تحذير من مخاطر الفساد خلال الانتخابات
أشارت الهيئة إلى أن الفترات الانتخابية تشكل بيئة خصبة لزيادة مخاطر الفساد.
مؤكدة أن المسؤولين العموميين معرضون لنقاط ضعف يجب التنبه إليها.
ومن بين المخاطر الواضحة التي حذرت منها:
- إساءة استخدام الأموال والموارد العامة لأغراض سياسية.
- ممارسات فساد أكثر دقة، مثل التعيينات غير المشروعة في القطاع العام.
تعيينات مشبوهة في القطاع العام
أوضحت الرسالة أن تعيين شخصيات في القطاع العام لأغراض غير لائقة، مثل منح مناصب لوزراء سابقين أو مرشحين منتمين سياسياً، قد يشكل فساداً إدارياً ويضر بالثقة العامة.
وأضافت:
“قد يكون هذا التصور ضاراً لكل من الشخص المعين والمؤسسة التي يُعيّن فيها.”
وأوصت الهيئة بضرورة الالتزام بمعايير الاختيار القائمة على الجدارة، لضمان تعيين أشخاص مؤهلين دون جدل.
الرقابة على توزيع المنح
كما حذرت الهيئة من أن تقديم المنح لأسباب شخصية أو سياسية بدلاً من المنفعة العامة قد يشكل سلوكاً فاسداً، أو يؤدي إلى خرق الثقة العامة وإساءة استخدام المنصب العام.
وأكدت الرسالة ضرورة تنبيه المسؤولين الإداريين للوزراء إذا كان هناك احتمال بأن تكون المنح المقترحة غير متوافقة مع معايير الشفافية والمصلحة العامة.
رسالة واضحة قبل الانتخابات
يأتي هذا التحذير في وقت حساس، حيث تستعد البلاد للانتخابات الفيدرالية، وتتصاعد التكهنات حول إمكانية استغلال قضايا الفساد كأداة سياسية.
بهذا الموقف الحازم، تسعى هيئة مكافحة الفساد إلى ضمان بيئة انتخابية نزيهة، خالية من التلاعب السياسي، مع التأكيد على أهمية حماية الثقة العامة في المؤسسات الحكومية.