
التعريفات الأمريكية – أستراليا
تواجه أستراليا تحديًا اقتصاديًا متزايدًا مع اقتراب تنفيذ نظام التعريفات الجمركية الذي تفرضه الولايات المتحدة بقيادة إدارة ترامب، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.
وعلى الرغم من تحقيق أستراليا فائضًا تجاريًا نادرًا مع أمريكا بفضل ارتفاع صادرات الذهب،
إلا أن هذا الإنجاز قد يضعف موقفها في المطالبة بالإعفاء من التعريفات الجديدة.
توسع نطاق التعريفات وتأثيرها على القطاعات الأسترالية
من المقرر أن تطبق الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم اعتبارًا من الأربعاء،
مع توقعات بتوسيع نطاقها ليشمل قطاعات أخرى مثل الزراعة والصناعات الدوائية خلال الأشهر القادمة.
ورغم أن صادرات الصلب والألمنيوم الأسترالية إلى أمريكا ليست كبيرة، فإن القطاعات الأخرى المستهدفة،
مثل الصناعات الدوائية والزراعة، تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الأسترالي، مما يجعلها أكثر عرضة للخسائر المحتملة.
ضغوط أسترالية وفرص محدودة للإعفاء
تواصل أستراليا مساعيها الدبلوماسية للحصول على استثناءات من هذه التعريفات،
إلا أن احتمالات النجاح تبدو ضئيلة. وتشير مجموعات الصناعة الأسترالية إلى أنها تستعد لمواجهة التأثيرات السلبية مع دخول أولى التعريفات حيز التنفيذ.
لكن محللين اقتصاديين يرون أن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في التعريفات المباشرة،
بل في التداعيات الأوسع على التجارة العالمية نتيجة للسياسات الحمائية الأمريكية.
في مذكرة موجهة للمستثمرين، أوضح شين أوليفر، كبير الاقتصاديين في AMP،
أن أستراليا قد تواجه تعريفات جمركية على صادراتها الدوائية واللحوم، والتي تفوق قيمتها بكثير صادرات الصلب والألمنيوم،
مما يعزز من حدة التأثير الاقتصادي المتوقع.
وأضاف أن الحرب التجارية التي يقودها ترامب قد تتسبب في تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الصادرات الأسترالية.
ردود الأسواق وتداعيات أوسع
تسبب القلق بشأن التعريفات في خسائر كبيرة للأسواق المالية،
حيث فقدت سوق الأسهم الأسترالية أكثر من 45 مليار دولار في يوم واحد، بعد أن شهدت الأسواق الأمريكية تراجعات حادة بسبب مخاوف الركود.
ويستمر ترامب في الدفاع عن سياسته التجارية، مشيرًا إلى أن فرض التعريفات ضروري لتصحيح العجز التجاري الأمريكي مع الدول الكبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.
وعلى متن طائرة “إير فورس وان”، صرح ترامب للصحفيين بأن التعريفات ستعيد الثروة إلى أمريكا،
قائلاً: “سنجني مئات المليارات من الدولارات، وسنصبح أكثر ثراءً من أي وقت مضى”.
حجة أستراليا واستمرار المفاوضات
أحد النقاط التي تطرحها أستراليا في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة هو أنها من الدول القليلة التي لديها عجز تجاري مع أمريكا، حيث تستورد أكثر مما تصدر إليها.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، أنطوني ألبانيز، أن هذا الميزان التجاري ظل على حاله منذ عهد الرئيس الأمريكي هاري ترومان،
مما يجعل أستراليا حالة استثنائية بين الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
ومع استمرار التوترات التجارية العالمية، يظل السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة أستراليا على تجنب الآثار السلبية لهذه التعريفات، وسط تصاعد الشكوك بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين.