أكد نائب رئيس الوزراء الأسترالي، ريتشارد مارليس، أن بلاده ستتخذ قراراتها وفقاً لمصلحتها الوطنية، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بعدم منح أستراليا إعفاءً من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم.
موقف الحكومة الأسترالية
أوضح مارليس، يوم الخميس، أن الحكومة تدرس جميع الخيارات المتاحة، لكنها لن تتخذ أي إجراءات قد تؤثر سلباً على الاقتصاد المحلي أو تضر بالعمال الأستراليين.
وقال في تصريحاته:
“لن نفرض رسوماً جمركية انتقامية، لأن ذلك لا يخدم مصلحة أستراليا. الرسوم تضر الجميع، ولن نقدم على أي خطوة تضر باقتصادنا.”
حلفاء أستراليا يتخذون إجراءات صارمة
في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة رسوماً جمركية على جميع الدول، بما في ذلك أقرب حلفائها، سارعت دول مثل كندا والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مضادة، شملت فرض رسوم على واردات أمريكية تُقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.
إلا أن الحكومة الأسترالية اختارت نهجاً مختلفاً، مؤكدةً استمرار تعاونها مع واشنطن رغم خيبة الأمل في القرار الأمريكي.
ترامب يرفض الإعفاء رغم الوعود
في وقت سابق، حصل رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، على تطمينات بأن الإعفاء لا يزال قيد الدراسة، لكن ترامب قرر في النهاية رفض الطلب.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت:
“لقد تم النظر في الأمر، لكن الرئيس قرر رفضه. لن تكون هناك أي إعفاءات.”
وعند سؤالها عن سبب استثناء أستراليا رغم الشراكة الوثيقة بين البلدين، أجابت:
“أمريكا أولاً في مجال الصلب.”
مقارنة بالإدارة السابقة
يُذكر أن أستراليا نجحت عام 2018، خلال حكومة مالكولم تورنبول، في الحصول على إعفاء مشابه من إدارة ترامب الأولى، لكن وزيرة الخارجية الحالية، بيني وونغ، أوضحت أن الإدارة الأمريكية هذه المرة مصممة على عدم تكرار ذلك.
وأضافت وونغ:
“بذلنا قصارى جهدنا، لكن من الواضح أن الإدارة الحالية مختلفة تماماً.”
تصاعد الجدل السياسي في أستراليا
أدى رفض الإعفاء إلى سجالات سياسية داخل أستراليا، حيث انتقد زعيم المعارضة، بيتر داتون، رئيس الوزراء، معتبراً أنه “ضعيف وغير كفء”، ومؤكداً أن الحصول على إعفاء لم يكن مستحيلاً.
من جهتها، ردت بيني وونغ قائلة:
“يجب على السيد داتون دعم أستراليا بدلاً من استغلال الموقف سياسياً.”
كما دعت المعارضة إلى دعم الجهود الحكومية لضمان استمرار دخول المنتجات الأسترالية، مثل لحوم البقر، إلى الأسواق الأمريكية دون فرض رسوم إضافية.
داتون: أستطيع تحقيق ما لم يحققه الآخرون
رغم رفض البيت الأبيض للإعفاء، زعم بيتر داتون أنه قادر على التفاوض مع واشنطن للحصول على استثناء خاص، وهو أمر لم تستطع أي دولة أخرى تحقيقه حتى الآن.
ويبقى السؤال: كيف سترد أستراليا؟ وهل يتمكن داتون من تنفيذ وعوده في حال توليه السلطة؟
