اتفاقية “أوكوس” – أستراليا
وجّه رئيس الوزراء الأسترالي السابق مالكولم تورنبول انتقادات حادة لاتفاقية “أوكوس” الدفاعية، واصفًا إياها بأنها غير عادلة لأستراليا ومصممة لخدمة المصالح الأمريكية على حساب السيادة الأسترالية.
وأكد تورنبول أن الاتفاقية، التي تتضمن شراء غواصات نووية من الولايات المتحدة بتكلفة قد تصل إلى 368 مليار دولار، لا تضمن حصول أستراليا على أي غواصات فعلية،
بل تُلزمها بدفع مليارات الدولارات لدعم الصناعة الدفاعية الأمريكية دون مقابل مضمون.
أبعاد الاتفاقية وموقف ترامب المحتمل
في مقابلة برلمانية، صرّح تورنبول بأن الرئيس الأمريكي السابق، وربما المستقبلي، دونالد ترامب سيرحب بهذه الاتفاقية،
لأنها تمنح الولايات المتحدة ميزة كبيرة دون تقديم التزامات فعلية تجاه أستراليا.
وقال تورنبول بسخرية: “إذا فكر ترامب بعمق، سيتساءل: من هؤلاء الحمقى الذين وافقوا على هذه الصفقة؟”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها احتياجات بحرية ملحّة، مما قد يجعلها تتردد في تسليم الغواصات الموعودة لأستراليا، حيث يشترط القانون الأمريكي ألا يؤثر ذلك سلبًا على القوة البحرية الأمريكية.
الغموض يحيط بمستقبل الاتفاقية
يرى تورنبول أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن أستراليا ستظل بلا غواصات نووية خاصة بها، بينما تتكبد خسائر مالية هائلة وتفقد جزءًا من سيادتها الاستراتيجية.
كما أشار إلى أن تخلي أستراليا عن صفقة الغواصات الفرنسية أثّر سلبًا على علاقاتها الدولية، وأدى إلى توتر دبلوماسي مع فرنسا،
حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الأسترالي السابق سكوت موريسون بـ”الكاذب”.
رد الحكومة الأسترالية والدفاع عن “أوكوس”
في المقابل، دافع وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز عن الاتفاقية، مشيرًا إلى أنها تمثل استثمارًا استراتيجيًا يعزز مكانة أستراليا الدفاعية.
وأكد أن الحكومة ملتزمة بالصفقة وأنها ستعود بفوائد صناعية كبيرة على البلاد.
كما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الاتفاقية جزء من جهود أوسع لمواجهة التحديات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ،
حيث صرّح وزير الدفاع الأمريكي بأن ترامب كان على دراية كاملة بأهداف “أوكوس” وداعمًا لها.
اتفاقية أم عبء طويل الأمد؟
مع استمرار الجدل حول الاتفاقية، يبقى السؤال الأهم: هل ستحصل أستراليا فعلًا على ما دفعت من أجله،
أم أنها ستجد نفسها محاصرة في صفقة تكلفها المليارات دون تحقيق أمنها القومي؟
في ظل غياب ضمانات واضحة، قد تتحول “أوكوس” إلى أحد أكثر القرارات الدفاعية إثارة للجدل في تاريخ أستراليا الحديث.
