
أعلنت لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC) عن نجاحها في الحصول على أمر قضائي من المحكمة الفيدرالية لإغلاق 95 شركة يشتبه في تورطها في عمليات احتيال استثماري وعاطفي عبر الإنترنت، والمعروفة باسم “احتيالات تقطيع الخنازير”، وهي عمليات تنظمها شبكات إجرامية دولية واسعة النطاق.
شركات وهمية بمعلومات مضللة
كشفت اللجنة أن معظم هذه الشركات تم تسجيلها بمعلومات مزيفة أو مضللة، ويُعتقد أن بعضها أنشئ باستخدام هويات مسروقة. وأشارت اللجنة إلى أن العديد من هذه الشركات كانت مرتبطة بمواقع وتطبيقات إلكترونية تستخدم للترويج لفرص استثمارية وهمية في العملات الرقمية والسلع وأدوات مالية عالية المخاطر.
وقالت سارة كورت، نائبة رئيس اللجنة: “نعتقد أن هذه الشركات أنشئت لمنح الضحايا شعوراً زائفاً بالثقة، من خلال الإيحاء بأنها تقدم خدمات حقيقية، بينما هي في الواقع مجرد واجهات خادعة تستخدم للإيقاع بالمستهلكين”.
تصاعد الاحتيال عالمياً
تعتبر هذه العمليات جزءاً من ظاهرة احتيال متنامية على مستوى العالم، حيث يتظاهر المحتالون بأنهم أشخاص عاديون على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبنون علاقات ثقة مع ضحاياهم على مدار أسابيع أو أشهر، قبل أن يقدموا لهم نصائح استثمارية زائفة تؤدي إلى خسائر مالية فادحة.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة The Economist، فإن هذه الشبكات الإجرامية تدير عملياتها من مراكز رئيسية في دول مثل ميانمار، وتم الكشف مؤخراً عن عمليات مماثلة في جورجيا وأوروبا تدار من إسرائيل. وتستهدف هذه الشبكات عادةً ضحايا من الدول ذات الدخل المرتفع، بمن فيهم مصرفيون ومديرو شركات تقنية.
جهود مستمرة في مواجهة التحديات
وصفت كورت هذه الاحتيالات بأنها تشبه وحش “الهيدرا” الأسطوري: “عندما تقطع رأساً، تنمو رؤوس أخرى مكانه”.
وكانت اللجنة قد أعلنت سابقاً عن إزالة أكثر من 10,240 موقعاً إلكترونياً للاحتيال الاستثماري، بما في ذلك منصات تداول وهمية وروابط تصيد احتيالي.
ورغم هذه الجهود، أشارت بيانات صادرة عن هيئة المنافسة والمستهلك الأسترالية (ACCC) إلى أن الخسائر الناتجة عن الاحتيال المالي في أستراليا بلغت حوالي 2.74 مليار دولار أسترالي، على الرغم من انخفاضها بنسبة 13.1% مقارنة بالعام السابق.