كعكة الجدة” الأسترالية – استراليا
عندما تبدأ الطوابير بالتشكل أمام متجر بول آدم الصغير في شمال سيدني، يعرف أن يومه سيكون مزدحمًا. فقد تحولت كعكته الغريبة، التي اشتهرت على منصات التواصل الصينية، إلى ظاهرة حقيقية تجذب الزبائن من كل مكان.
الكعكة المصنوعة من موس الشوكولاتة الخالي من الغلوتين، الميرينغ، والبندق، مزينة برسوم ببغاوات لطيفة. رغم أن آدم يراها مجرد كعكة، إلا أن الزبائن يرون فيها شيئًا خاصًا. بعضهم يسافر من ولايات بعيدة، بل حتى من خارج أستراليا، لتذوقها فقط.
ضيوف دوليون وكعكة ساحرة
كما صرحت فاي تشوي، وهي زائرة من هونغ كونغ، أن الكعكة كانت أحد دوافعها لزيارة سيدني. كما أضافت أن معرض إيستر الملكي كان السبب الآخر فقط.
ماكس لي، المدون الشهير، هو من ساهم في شهرة الكعكة عبر قناته على “Rednote”. وقد عبّر عن دهشته قائلًا: “روّجت لأعمال كثيرة، لكن لم أرَ استجابة كهذه من قبل”.
ولمواكبة الطلب المتزايد، رفع آدم إنتاجه من 100 كعكة أسبوعيًا إلى 150 كعكة يوميًا. ومع هذا، ما زال يضطر أحيانًا للاعتذار للزبائن. ومع ذلك، يتفهم العملاء الأمر ويعودون في اليوم التالي.
لقب “كعكة الجدة” وسر انتشاره
على منصات مثل Weibo وBiliBili، أصبحت تعرف الكعكة باسم “كعكة الجدة”. والفضل يعود لمعلمة اللغة الإنجليزية مارجي، زبونة وفية للمخبز.
خلال رحلة بالقطار، التقت مارجي بماكس لي، وانتقدت صندوق معجناته، واقترحت عليه كعكة “Otello”. هذا اللقاء العفوي تطور إلى صداقة، ثم تعاون في عدة مقاطع فيديو.
مارجي: روح مرحة وقلب شاب
كما يرى المتابعون في مارجي رمزًا للطيبة والروح الإيجابية. وقد انتشر قولها: “الحياة قصيرة، فلنأكل ونشرب جيدًا”. مارجي تتقبل لقب “الجدة” بكل فخر، وتراه مجاملة حنونة، تدل على شباب القلب.
مارجي تتحدث الإنجليزية بوضوح وبطء، مما ساعد كثيرين على فهم مقاطع الفيديو. وقد طلب العديد ترجمات ثنائية اللغة. لا تزال مارجي تُلهم الآخرين لتعلم اللغة، حتى بعد تقاعدها.
الكعكة تجمع الثقافات
تعاون مارجي وماكس أضفى عمقًا إنسانيًا على القصة. يقول لي: “تربطنا صداقة حقيقية رغم اختلاف أعمارنا وثقافاتنا”. ويؤمن الاثنان بأن الطعام جواز سفر للتواصل العالمي.
رغم الشهرة والطلب الهائل، قرر آدم إيقاف إنتاج الكعكة مؤقتًا. أراد إرضاء زبائنه الدائمين وخدمة الطلبات الموسمية مثل عيد الفصح وعيد الأم.
الشهرة لم تغير القيم
يحترم ماكس لي قرار آدم، ويؤكد أن متابعيه تفهموا الموقف. يقول: “حتى عندما أتيحت له الفرصة لجني الأرباح، لم ينس مجتمعه”.
يروي آدم عن زبون أراد تقديم الكعكة لطلب الزواج من صديقته. يقول: “أعطيته علبة شوكولاتة كخطة بديلة، في حال رفضت”.
يرى ماكس لي أن تجربة “كعكة الجدة” غيرت حياته. يقول: “القصة ليست عن الطعام فقط، بل عن اللطف والتواصل والإنسانية”. أما مارجي، فتعتبر هذه التجربة مغامرة جديدة في حياتها، وتقول بسعادة: “أنا أحب المغامرات”.
