
القتل الرحيم – استراليا
رغم أنها تعد رمزًا وطنيًا، تواجه حيوانات الكوالا خطر الانقراض في بعض المناطق الأسترالية.
انخفضت أعداد الكوالا إلى النصف خلال العقدين الماضيين في مواقع متعددة.
لكن القرار الحكومي الأخير بقتل الكوالا أثار دهشة وغضب المدافعين عن حقوق الحيوان.
قرار مثير للجدل في ولاية فيكتوريا
في بداية الشهر، كشف تقرير عن قتل مئات الكوالا في منتزه بودج بيم الوطني.
العملية تمت من الجو، داخل منطقة محمية تقع جنوب ولاية فيكتوريا.
بررت الحكومة هذه الخطوة بأنها تهدف إلى تخفيف معاناة الحيوانات المصابة.
لكن المدافعين عن الحياة البرية اعتبروها حلاً قاسيًا وغير مبرر.
في مارس، شبّ حريق هائل أتى على أكثر من 5400 فدان من أراضي المتنزه.
دمرت النيران غذاء الكوالا الرئيسي: أوراق الكافور، وأصابت العديد من الحيوانات بجروح خطيرة.
تزعم الحكومة أن إطلاق النار كان رحيمًا لتجنب معاناة طويلة الأمد.
لكن معارضين يرون أن هناك بدائل إنسانية كان يمكن تنفيذها.
ضغوط بيئية إضافية
لا يقتصر التهديد على الحرائق فقط، بل يشمل إزالة الغابات وتدمير الموائل.
يشير المدافعون إلى توسع مزارع الكافور الأزرق حول المتنزه كمصدر ضغط.
عندما تُحصد هذه المزارع، تنتقل الكوالا إلى داخل المتنزه بشكل قسري.
يزيد ذلك الضغط البيئي، وخاصة بعد الكارثة الأخيرة.
تعليق الخبراء: هل هذا هو الحل الأمثل؟
رولف شلاجلوث، باحث بجامعة CQUniversity، انتقد بشدة إطلاق النار من المروحيات.
يرى أن القتل الرحيم قد يكون إنسانيًا، لكنه يجب أن يكون الملاذ الأخير فقط.
ووصف الطريقة بأنها “عشوائية وغير دقيقة”، وتخلو من الرحمة المطلوبة.
موقف الحكومة الأسترالية
صرحت وزارة البيئة في فيكتوريا بصعوبة الوصول إلى الكوالا في التضاريس الوعرة.
وأشارت إلى أن الحيوانات المصابة بشدة فقط يتم قتلها، بعد تقييم بيطري.
لكن عبارة “القتل الرحيم” تثير الجدل، خاصة عند إطلاق النار من الجو.
هل هناك خطر من استمرار القتل؟
العمل ما يزال جارياً، ما يثير قلقاً من احتمال مقتل المزيد من الكوالا قريبًا.
وتشير الوزارة إلى استمرار المشاورات مع أطباء بيطريين مختصين بالحياة البرية.
لكن النشطاء يشككون في مدى إنسانية الإجراءات المتخذة ميدانياً.
أزمة بيئية تتجاوز حادثة واحدة
تغير المناخ يلعب دوراً رئيسيًا في زيادة شدة ووتيرة حرائق الغابات.
أظهرت دراسة في 2023 أن 40٪ من موائل الكوالا معرضة بشدة للحرائق.
ومن المتوقع أن ترتفع النسبة مع استمرار الاحترار العالمي.
دروس من حرائق 2019–2020
تسببت حرائق 2019–2020 في تشريد أو قتل نحو 3 مليارات حيوان.
من بين الضحايا، نحو 60 ألف كوالا فقدوا حياتهم أو مساكنهم.
يؤكد العلماء أن الاحترار العالمي يجعل هذه الكوارث أكثر شيوعًا.
وقالت ليزا بالما، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Wildlife Victoria، وهي منظمة معنية بإنقاذ الحياة البرية: “تُعد المتنزهات الوطنية المعقل الأخير لحياتنا البرية، وتزايد شدة حرائق الغابات وغيرها من الظواهر الجوية المتطرفة يعرض الأنواع الأسترالية الأصلية الرائعة مثل الكوالا لخطر كبير. لقد حان الوقت لأخذ تغير المناخ وفقدان الموائل على محمل الجد، وهناك حاجة إلى جهد جماعي من الحكومات والمؤسسات الخاصة والجمهور للحفاظ على أنواعنا الأصلية التي لا توجد في أي مكان آخر.”
واختتمت بالما قائلة: “هناك أمل، لكنه يتطلب جهدًا جماعيًا.”