التقى سفير إندونيسيا لدى أستراليا، الدكتور سيسوو برامونو، بدبلوماسيين أستراليين كبار يوم الثلاثاء، تزامنًا مع احتدام الجدل الانتخابي في أستراليا حول تقارير عن احتمال وجود عسكري روسي في المنطقة. وجاء هذا اللقاء في اليوم نفسه الذي اتهم فيه رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز زعيم المعارضة بيتر داتون بـ “تخريب” العلاقات الثنائية بين البلدين.
اجتمع السفير برامونو مع نائبة وزير الخارجية والتجارة الأسترالية، ميشيل تشان، التي تتولى مسؤولية قسم سياسة جنوب شرق آسيا في الوزارة، وكذلك إدارة العلاقات الدبلوماسية مع إندونيسيا. وذكر مصدر دبلوماسي أن الجانب الإندونيسي هو من طلب هذا الاجتماع.
ووصفت مصادر متعددة هذا اللقاء بأنه جزء من سلسلة اجتماعات دورية تُعقد بين السفير برامونو وتشان. ولم يصدر أي تعليق رسمي من السفير أو الوزارة بشأن القضايا التي تم تناولها خلال الاجتماع، حيث صرح متحدث باسم وزارة الخارجية والتجارة بأن “الممارسة الدبلوماسية المعمول بها منذ فترة طويلة” تقتضي “عدم التعليق على المحادثات الخاصة”.
ومع ذلك، رأى هيرفيه ليماهيو، مدير الأبحاث في مركز أبحاث السياسة الخارجية التابع لمعهد لوي، أنه “سيكون من المستغرب” ألا يتم التطرق إلى موضوع الوجود الروسي المحتمل خلال المناقشات. وأضاف ليماهيو: “بالنظر إلى فترة تصريف الأعمال [للحكومة الأسترالية قبل الانتخابات]، ستحرص وزارة الخارجية والتجارة على عدم الإضرار بالعلاقات بأي شكل من الأشكال، وأنا أرى الأمر في هذا السياق.”
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن الاجتماع لم يُخصص بشكل أساسي لمناقشة الاقتراح الروسي المزعوم بإنشاء قاعدة لطائراتها العسكرية في منطقة نائية في شرق إندونيسيا، لكنه أكد على احتمال تجاوز الحديث نطاق جدول الأعمال الرسمي.
وقد تصدرت قضية الوجود الروسي المحتمل في إندونيسيا الحملة الانتخابية الأسترالية بعد أن ذكرت مجلة “جينز” العسكرية أن جاكرتا تلقت طلبًا رسميًا من موسكو للحصول على إذن لطائراتها العسكرية بالتمركز في قاعدة مانوهوا الجوية في مقاطعة بابوا، استنادًا إلى مصادر حكومية إندونيسية.
وجاء اجتماع الثلاثاء، الذي عُقد قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الأسترالية، في أعقاب طلب من الحكومة الأسترالية للحصول على مزيد من المعلومات حول الاقتراح الروسي والرد الإندونيسي، بما في ذلك من وزيري الخارجية والدفاع في البلدين. ولم يُعرف بعد متى تقدم الجانب الإندونيسي بطلب الاجتماع.
وكانت كانبيرا قد أجرت اتصالات عاجلة مع جاكرتا بعد نشر القصة في وقت سابق من هذا الشهر. وفي غضون ساعات، صرح نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ريتشارد مارلز بأنه ناقش التقرير مع وزير الدفاع الإندونيسي، سيافري سجامسو الدين، الذي أكد له “بأوضح العبارات الممكنة أن التقارير عن احتمال تشغيل طائرات روسية من إندونيسيا غير صحيحة على الإطلاق”.
وفي الأسبوع الماضي، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية، روليانسياه سوميرات، بأن الحكومة لم تمنح أي دولة إذنًا بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها، لكن بيانه لم يذكر ما إذا كانت روسيا قد قدمت طلبًا بالفعل.
واستمرت هذه القضية في التفاعل كملف سياسي في أستراليا، خاصة بعد أن صرح داتون خطأً في مؤتمر صحفي بأن الرئيس الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، هو من أعلن عن الاقتراح الروسي. وقد اعترف داتون بهذا الخطأ خلال المناظرة الثانية بين الزعماء التي استضافتها هيئة الإذاعة الأسترالية، موضحًا أن “الإشارة التي كنت أقصدها لم يكن ينبغي أن تكون إلى الرئيس، بل كانت تتعلق بمصادر من حكومة برابوو. لقد كان خطأ وأنا سعيد بالاعتراف بذلك”.
بحلول ذلك الوقت، كان ألبانيز قد اتهم داتون بالفعل بـ “تحريف” تصريحات الرئيس الإندونيسي ووجه إليه انتقادات لاذعة بسبب “تجاوز غير عادي” قبل التحقق من الحقائق. ووصفت وزيرة الخارجية، بيني وونغ، تعليقات داتون بأنها “طائشة” واتهمته بـ “اختلاق” بيان.
وخلال المناظرة الثالثة بين الزعماء يوم الثلاثاء، صعد ألبانيز من لهجته واتهم داتون بـ “تخريب” “علاقة مهمة حقًا” بتعليقاته الأخيرة.
وفي وقت لاحق من المناظرة نفسها، أشار داتون إلى علاقته ببرابوو أثناء رده على أسئلة حول قدرته على إدارة علاقات أستراليا مع الحلفاء الرئيسيين، قائلًا: “لقد التقيت بالرئيس الحالي لإندونيسيا عندما كان وزيرًا للدفاع. وعقدت معه اجتماعًا في كانبيرا عندما كان الرئيس المنتخب.”
