
يتجه قطاع النقل بالشاحنات في أستراليا إلى أزمة خانقة مع تصاعد التحذيرات بشأن نقص السائقين الشباب وتزايد أعداد المتقاعدين. ورغم أن النقل البري يلعب دورًا أساسيًا في الاقتصاد الأسترالي، فإن العزوف عن العمل في هذا المجال يهدد قدرته على الاستمرار.
نقص السائقين يبلغ ذروته
تشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل البري إلى وجود أكثر من 28 ألف وظيفة شاغرة في مجال قيادة الشاحنات الثقيلة. اللافت أن حوالي 50% من السائقين الحاليين تجاوزوا سن الـ55، في حين لا يمثل الشباب تحت سن الـ25 سوى 5% فقط.
تحذيرات من انهيار في سلسلة التوريد
ويد لويس، نائب رئيس رابطة ناقلي المواشي، وصف الوضع بالخطير، مضيفًا: “إذا لم نتحرك الآن، فستنهار سلاسل التوريد خلال أقل من عقد”. وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لجذب الجيل الجديد للمهنة.
أمل في بعض النماذج الشابة
من الأمثلة المشجعة، تيم ميتون (33 عامًا) من نيو ساوث ويلز، الذي حصل على جائزة “أفضل سائق شاب”. ويقول ميتون: “أعشق القيادة. أحب التحديات التي أواجهها على الطريق”.
عوائق تنظيمية ومهنية
من أكبر التحديات التي تواجه القطاع، عدم اعتراف الدولة بمهنة سائق الشاحنة كمهنة رسمية. وهذا يمنع تقديم برامج تدريب مهني أو شهادات معترف بها. ويؤكد لويس: “لا يمكننا تأهيل الشباب ما لم نمنح المهنة وزنها القانوني”.
تحركات حكومية غير كافية
رغم إطلاق حكومة نيو ساوث ويلز برنامج إصلاح النقل، الذي أشار إلى مشكلات تتعلق ببيئة العمل وقلة السائقات، إلا أن النقاد يرون أن الإصلاحات لا تزال سطحية.
العدالة في الأجور مطلب أساسي
من جهته، شدد مايكل كين، من نقابة عمال النقل، على ضرورة الإسراع في تنفيذ إصلاحات قانون العمل، قائلًا: “لا يجوز أن تنتظر الشركات عامًا كاملًا لتحصل على أموالها. نحتاج نظامًا أكثر عدالة”.
الخلاصة: هل هناك مستقبل آمن للنقل البري؟
المؤشرات الحالية تدق ناقوس الخطر. من دون تغييرات جذرية، لن يكون هناك جيل جديد يحمل راية هذا القطاع الحيوي في المستقبل القريب.