
غرب سيدني – أستراليا
في أحد شوارع جنوب غرب سيدني المزدحمة، امتلأ الجو برائحة الفحم المتصاعد من مشاوي أحد المطاعم الشرق أوسطية،
بينما استمتع السكان المحليون بألعاب الشطرنج والدومينو تحت الظلال.
قصة شاب عراقي يعكس واقع الحي
يحب العامل في قطاع الصحة، سرون المباركي، التجول في شوارع ليفربول،
حيث أمضى معظم حياته منذ أن وصل مع عائلته من العراق لاجئًا في سن الرابعة.
ورغم استقراره ونجاحه المهني، يشعر بالقلق تجاه أقرانه في المنطقة الذين لم يحصلوا على نفس الفرص.
تفاوت تعليمي وتجارب متباينة
التحق المباركي بثلاث مدارس مختلفة في منطقته، اثنتان منها دينية وواحدة حكومية، وهناك لاحظ مظاهر الحرمان والضعف في الإمكانات.
وصرّح قائلاً: “في المدرسة الحكومية كانت الموارد محدودة، وكان من الواضح أن الطلاب يشعرون بأنهم أقل حظًا.”
النمو السكاني يزيد الضغط على الخدمات
أعرب المباركي عن خشيته من تأثير النمو السكاني السريع في الضواحي الخارجية،
حيث يزداد الضغط على المدارس والمستشفيات والبنية التحتية بشكل ملحوظ.
البنية التحتية غائبة في الضواحي الجديدة
أوضحت الديموغرافية من الجامعة الوطنية الأسترالية، ليز ألين، أن ما يحدث يُعرف بـ”يانصيب الرمز البريدي”،
إذ غالبًا ما تُهمل المناطق الخارجية من المدن.
وأكدت أن الأسر في هذه المناطق تعاني من نقص في الخدمات الأساسية مثل المستشفيات والمدارس.
تكاليف المعيشة تدفع العائلات إلى الهامش
أشارت ألين إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة يدفع مزيدًا من العائلات نحو الضواحي البعيدة، مما يزيد من حجم التفاوت الاجتماعي.
الانتخابات الأخيرة أبرزت التحديات
ركزت الحملة الانتخابية الأخيرة على غرب سيدني، خاصة بعد محاولات زعيم المعارضة بيتر داتون استقطاب ناخبي الطبقة المتوسطة.
ورغم جهوده، لم يحصد حزب الأحرار أي مقاعد جديدة، بل خسر مقعد “بانكس” بشكل مفاجئ.
الناخبون لم ينسوا الإهمال
قال المباركي، المقيم في دائرة “فاولر”، إن العديد من السكان يشعرون بأن الأحزاب الكبرى لا تلتفت إليهم،
مما يفسر عدم فوز حزب العمال بالمقعد من المستقلة داي لي.
النتائج تعكس تحذيرًا لا تفويضًا
كما صف محلل البيانات بول سميث من شركة “يوغوف” ما حصل بـ”الفرصة الثانية” لحزب العمال،
مشيرًا إلى أن السكان رفضوا سياسات الائتلاف لأنها لم تراعِ مصالح الطبقة العاملة.
وأضاف: “الناخبون لم يمنحوا تفويضًا مطلقًا للحكومة، بل رفضوا السياسات المعادية للطبقة العاملة.”
الوعود الحكومية: استثمار في التعليم والبنية التحتية
ردًا على هذه التحديات، أعلنت الحكومة الفيدرالية عن استثمار مليارات الدولارات لتحسين المدارس والمستشفيات والبنية التحتية.
كما أوضح وزير التعليم، جايسون كلير، أن الحكومة ستضخ 16.5 مليار دولار إضافية في المدارس الحكومية ضمن اتفاقيات مع الولايات والأقاليم.
حصلت حكومة حزب العمال على فرصة جديدة في غرب سيدني، لكن كسب ثقة الناخبين سيتطلب تنفيذ الوعود، لا الاكتفاء بالشعارات الانتخابية.