
واشنطن تدعو كانبرا – أستراليا
أبلغ وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، نظيره الأسترالي، ريتشارد مارلز، بضرورة رفع الإنفاق الدفاعي الأسترالي إلى نحو 100 مليار دولار سنويًا،
وذلك في أقرب فرصة ممكنة. وقد جاء هذا النقاش خلال لقاء جرى على هامش حوار “شانغريلا” الأمني في سنغافورة، في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
الصين ترد باتهامات والبيت الأبيض يصعّد
في خضم هذه التطورات، ردّت الصين باتهام الإدارة الأمريكية بإطلاق “اتهامات لا أساس لها”،
مشيرة إلى أن المناورات العسكرية الأخيرة لم تكن تمهيدًا لغزو تايوان.
وفي المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من أستراليا،
ما اعتبره رئيس الوزراء الأسترالي خطوة “غير مناسبة” تضر بالمصالح الاقتصادية للطرفين.
ألبانيزي: القرار السيادي في يد أستراليا
من جانبه، شدّد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي على استقلال القرار الأسترالي، مؤكدًا أن بلاده لا تتلقى أوامر من أحد فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.
وأوضح أن الحكومة الحالية تخطط لرفع هذه النسبة من 2% إلى 2.33% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات الثماني المقبلة، وفق استراتيجية مدروسة.
وأكد قائلًا: “نحن نحدد ما نحتاج إليه من قدرات عسكرية، ثم نخصص الموارد المالية اللازمة. هذه هي المقاربة الصحيحة،
بخلاف ما فعلته المعارضة سابقًا حين أعلنت مبالغ دون تحديد مصادر تمويل أو أهداف واضحة”.
المعارضة تطالب بتحرك أسرع
في سياق متصل، دعا تحالف المعارضة إلى تسريع وتيرة زيادة الإنفاق العسكري،
معتبراً أن الوضع الاستراتيجي يتطلب رفع النسبة إلى 3.5% من الناتج المحلي.
وأوضح السيناتور جيمس باترسون أن التحديات الراهنة توازي في خطورتها ما شهده العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال: “الميزانية الحالية لا تكفي لحماية أستراليا في هذه المرحلة الحرجة. نحن بحاجة إلى تحرك فعلي”.
مؤشرات تحذيرية من الداخل
كما أشار تقرير حديث صادر عن معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي إلى ضعف واضح في القدرات الدفاعية، محذرًا من تحولها إلى “قوة هشة وغير فاعلة”. ورغم انتقاد رئيس الوزراء للتقرير ووصفه إياه بـ”التقليدي والمتوقع”، إلا أن النقاش حول جدوى السياسات الدفاعية الحالية بات يحتل مكانة مركزية في المشهد السياسي.
توجهات مستقبلية
أعرب وزير الدفاع ريتشارد مارلز عن انفتاحه لمواصلة النقاش حول زيادة التمويل الدفاعي، وأكد أن الحكومة الأسترالية تتفهم دوافع الحلفاء. كما أشار إلى استمرار المحادثات مع الجانب الأمريكي بشأن كيفية تعزيز القدرات المشتركة.
ومن المنتظر أن يلتقي ألبانيزي بالرئيس ترامب خلال قمة مجموعة السبع المقبلة في كندا، حيث سيُناقش الطرفان قضايا الأمن والاقتصاد والدفاع بشكل موسع.