المعركة المرتقبة في إدلب شمالي سوريا، يبدو أنها تسعى إلى استهداف مقرات الجماعات المسلحة المتفق على تصنيفها بأنها إرهابية، وأولها جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني ومهاجرو الأوزبك. وهي الجماعات المعروفة باسم “هيئة تحرير الشام”.
تؤكد المعلومات أن المعركة المرتقبة في إدلب قد تنطلق في منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل
فمن المتوقع استثناء المناطق الخاضعة للفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في هذه المعارك، على أن تبقى مناطق “الجبهة الوطنية للتحرير” بعيدة عن دائرة المعارك الهادفة إلى استعادة الدولة السورية طرق التواصل الرئيسية في البلاد، لتصل مدينة حلب بوسط وجنوب البلاد عبر أوتستراد حلب ــ دمشق الدولي.
هذه الخريطة للمعارك المرتقبة تتطابق بنسبة تتجاوز السبعين في المئة مع ما كان معلناً في اتفاق آستانة إذ أنها تستهدف أولاً تحرير ما تبقى من ريف حلب الجنوبي الممتدة من خان طومان وصولاً إلى جزرايا مروراً بالعيس. وهي منطقة تخضع حالياً لسيطرة الحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة. لكن من المتوقع أن تستهدف المرحلة الثانية تحرير ريفي إدلب الشرقي والجنوبي، انطلاقاً من سراقب مروراً بمعرة النعمان وصولاً إلى خان شيخون، على أن تتزامن المعارك بتحرير ريف حماة الشمالي، من قلعة المضيق إلى مورك مروراً بكفر نبوذة. وهي المناطق التي شهدت في الأسبوعين الأخيرين حملة أمنية قادتها “النصرة” لاعتقال كل من يتواصل مع الجيش السوري أو يتحدث بفكرة مصالحة مع سوريا وحلفائها.
المعابر في هذه المنطقة التي كانت تصل إدلب بمناطق وجود الجيش السوري، من معبر المضيق إلى معبر مورك ومعبر تل طوقان، جرى إغلاقها وتبعه انتشار قوات خاصة من الشرطة العسكرية الروسية، بالتزامن مع وصول أرتال عسكرية ضخمة للجيش السوري إلى المنطقة. وهذا الأمر دلّ على موعد المعركة المرتقبة الذي تؤكد المعلومات أنها قد تنطلق في منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل.
من المتوقع في المرحلتين الأولى والثانية تحرير طريق حلب ــ دمشق الدولي، في حين تتجه المرحلة الثالثة لتحرير جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشرقي الخاضع للحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة، فضلاً عن تواجد لحركة أحرار الشام المدعومة من تركيا. وبذلك يضمن تحرير جبل التركمان تأمين قاعدة حميميم الروسية، ولا سيما أن الجبل كان على مدار الأشهر الأخيرة نقطة انطلاق لطائرات مسيرة استهدفت قاعدة حميميم بالقنابل. ومن المتوقع إبعاد الجماعات المسلحة بعد تحرير الجبل أكثر من ثلاثين كيلو متراً عن حميميم، ما يجعل استهدافها من النصرة وحلفائها بعيد الاحتمال.
ريف إدلب الشمالي الغربي والغربي قد يكون الهدف الرئيسي في المرحلة الرابعة من العمليات العسكرية. وهي المنطقة الممتدة من جسر الشغور إلى محمبل وصولاً إلى أريحا ومعبر باب الهوى على الحدود مع تركيا. فعودة الدولة السورية إلى معبر حدودي مع تركيا من شأنه أن يضمن عودة التواصل البري للأراضي السوري من الشمال ومن الجنوب باتجاه الخليج عبر معبر نصيب الحدودي. ولكن السؤال المطروح، هو لماذا جرى استبدال معبر باب السلامة في ريف حلب الشمالي الذي كان متداوَلاً فتحه، بمعبر باب الهوى في ريف إدلب الشمالي؟
لعل الجواب على السؤال بحسب معلومات مؤكدة يعود إلى رفض تركيا فتح معبر باب السلامة ما لم يسبقه تهجير أهالي بلدتي نبل والزهراء من ريف حلب الشمالي. وهو ما لاقى رفضاً قاطعاً من الدولة السورية التي تؤكد رفض أي تغيير ديموغرافي في سوريا.
خريطة المعارك في مراحلها الأولى تشير إلى تأمين التواصل بين حلب وباقي المحافظات السورية عبر طرق رئيسية هي: أوتستراد حلب ــ دمشق الدولي، إضافة إلى أوتستراد حلب ــ اللاذقية الدولي الذي يصل حلب بالساحل السوري.
لكن المراحل الأولى لا تضمن الأمان لجبهة حلب الغربية، خاصة إذا تمّ استثناء ريف حلب الغربي من المعارك وبقيت حركة نور الدين الزنكي على مشارف حلب من جهة الغرب عند البحوث العلمية ومنطقة الراشدين. كما يبقى مدخل حلب من الجهة الشمالية على الأرجح مصدر تهديد رئيسي في ظل سيطرة جبهة النصرة وفصائل مدعومة من تركيا على المنطقة الممتدة من الليرمون شمال غرب حلب مروراً بحريتان وعندان وحيان في ريف حلب الشمالي.