Home آخر الأخبار قتل خاشقجي كان بنية مسبقة

قتل خاشقجي كان بنية مسبقة

0

قال النائب العام بالسعودية إن النيابة العامة تلقت معلومات من الجانب التركي تشير إلى أن المشتبه بهم في واقعة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ”أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة“، وهو ما يناقض بيانات رسمية سابقة بأن القتل لم يكن متعمدا.

وقوبل قتل خاشقجي، وهو كاتب مقال في صحيفة واشنطن بوست ومن منتقدي الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بإدانات دولية وتفاقم الأمر إلى أزمة كبيرة بالنسبة للمملكة.

جاء إعلان النائب العام السعودي بعد أن استمعت جينا هاسبل مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) لتسجيل صوتي للحادث أثناء زيارة لتركيا لتقصي الحقائق هذا الأسبوع.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن هاسبل التقت بالرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو في البيت الأبيض يوم الخميس.

ونفى مسؤولون سعوديون في بادئ الأمر أي ضلوع في اختفاء خاشقجي ثم ألقوا باللوم في موته يوم الثاني من أكتوبر تشرين الأول داخل القنصلية السعودية باسطنبول على محاولة فاشلة لإعادته إلى المملكة.

وجاء في بيان من النائب العام بالسعودية يوم الخميس ”وردت إلى النيابة العامة معلومات من الجانب التركي الشقيق من خلال فريق العمل المشترك بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية الشقيقة تشير إلى أن المشتبه بهم في تلك الحادثة قد أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة“.

وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية ”النيابة العامة تواصل تحقيقاتها مع المتهمين في ضوء ما وردها وما أسفرت عنه تحقيقاتها للوصول إلى الحقائق إن شاء الله واستكمال مجريات العدالة“.

وعبرت تركيا وحلفاء الرياض من الدول الغربية عن شكوك عميقة بشأن التفسيرات السعودية لعملية القتل.

ويعتقد مسؤولون أتراك أن خاشقجي (59 عاما) قتل داخل القنصلية على أيدي فريق من أفراد المخابرات السعودية وجرى تقطيع جثمانه. وتقول مصادر تركية إن السلطات تملك تسجيلا صوتيا يعتقد أنه يوثق عملية القتل.

كانت صحيفة يني شفق الموالية للحكومة التركية قالت، مستندة إلى التسجيل الصوتي، إن قتلة خاشقجي عذبوه بقطع أصابعه أثناء استجوابه ثم قطعوا رأسه بعد ذلك.

وقالت مصادر لرويترز إن هاسبل استمعت لتسجيل صوتي لعملية قتل خاشقجي لكن لم يتضح ما سمعته. ورفض ممثلون لوكالة المخابرات المركزية والمخابرات التركية التعليق.

وهذا أول مؤشر على أن أنقرة أطلعت أطرافا أخرى على دليلها الرئيسي في التحقيق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحفيين يوم الخميس ”قدمنا لأولئك الذين سعوا إلى معلومات إضافية بعض المعلومات والنتائج التي سمح لنا المدعي العام بتقديمها والتي يمكن إطلاع الغير عليها من الناحية القانونية“.

ومن بين الروايات المختلفة التي قدمتها الرياض عما حدث للصحفي السعودي قال مسؤولون سعوديون إن خاشقجي إما أنه قتل في شجار داخل القنصلية أو مات مختنقا عندما قاوم عملية لحقنه بمخدر واختطافه.

وقال مصدر أمني أوروبي، نقلا عن أشخاص استمعوا للتسجيل الصوتي ”حدث جدال في البداية وتبادلوا الإهانات ثم تطور الأمر. (قال السعوديون) سوف نلقنه درسا“.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن ترامب، أقوى حليف غربي للسعودية، قوله إن ولي العهد السعودي باعتباره الحاكم الفعلي للمملكة يتحمل المسؤولية النهائية عن العملية التي أفضت إلى مقتل خاشقجي.

* إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية

سوف يعتمد تعامل الغرب مع الرياض على إلى أي مدى يعتقدون أن مسؤولية مقتل خاشقجي تقع مباشرة على ولي العهد والسلطات السعودية.

واحتجزت السعودية 18 شخصا وأعفت خمسة من كبار المسؤولين الحكوميين من مناصبهم في إطار التحقيق في مقتل خاشقجي. وقالت مصادر أمنية تركية إن بعض هؤلاء كانوا ضمن الفريق المؤلف من 15 شخصا المشتبه بهم في عملية القتل وكثير منهم ينتمون للمخابرات السعودية توجهوا إلى اسطنبول قبل ساعات من موت خاشقجي.

وقالت شبكة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية إن الشرطة التركية تفحص عينات مياه أُخذت من بئر بالقنصلية يوم الخميس بعد أن مُنعت في البداية من الوصول إليها.

كان العاهل السعودي الملك سلمان الذي أوكل إلى ابنه الأمير محمد إدارة الشؤون اليومية للمملكة قد أمر يوم السبت بإعادة هيكلة جهاز المخابرات العامة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية في بيان منفصل أن الأمير محمد رأس الاجتماع الأول للجنة إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة.

وتعهد ولي العهد السعودي يوم الأربعاء بتقديم قتلة خاشقجي للعدالة، وذلك في أول تصريحات علنية له عن القضية.

وقال مصدران مقربان من عائلة خاشقجي إن العائلة وابنه الأكبر صلاح وصلوا يوم الخميس إلى واشنطن على رحلة قادمة من السعودية. وقال أحد المصدرين إن صلاح يحمل الجنسيتين السعودية والأمريكية وإنه كان يخضع لحظر سفر.

وزار صلاح بصحبة أفراد من العائلة قصر اليمامة بالرياض حيث تلقى العزاء من الملك سلمان وولي العهد. وأظهرت صورة للقاء نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية صلاح وهو يسدد نظرات حادة لولي العهد أثناء مصافحته.

ونظم عشرات الأشخاص وقفة خارج القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الخميس للمطالبة ”بالعدالة الكاملة“. وحمل عدد منهم صور عليها وجه الصحفي وعبارات ”أصدقاء خاشقجي“. ولطخ أحد المشاركين في الوقفة يديه باللون الأحمر ووضع على وجهه قناعا يشبه وجه ولي العهد السعودي.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قتل خاشقجي بأنه ”جريمة وحشية“ وطالب الرياض بمعاقبة المسؤولين عن الأمر مهما كان موقعهم.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الملك سلمان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس وأكد له تصميم الحكومة السعودية على محاسبة من تثبت إدانتهم وأن ينالوا الجزاء الرادع.

وتسببت الأزمة في توتر علاقات الرياض مع الغرب، التي تتمحور حول الأمن في الشرق الأوسط وإمدادات النفط، ودفعت عشرات من المسؤولين الغربيين والمصرفيين العالميين والرؤساء التنفيذيين للشركات إلى مقاطعة مؤتمر استثمار كبير يستمر لثلاثة أيام.

لكن الأمير محمد قال بنبرة تحد لمستثمرين دوليين يوم الأربعاء إن الضجة المثارة بشأن مقتل خاشقجي لن تعرقل المملكة عن مسعى الإصلاح.

وقال وسط تصفيق الحضور ”سوف نثبت للعالم بأن الحكومتين (السعودية والتركية) متعاونتان لمعاقبة أي مجرم وأي مذنب والعدالة في الأخير سوف تظهر“.

Load More Related Articles
Load More In آخر الأخبار
Comments are closed.

Check Also

سمكة قرش تقتل شابا قبالة سواحل أستراليا

لقي شاب في سن 17 عاما مصرعه خلال ممارسته رياضة ركوب الأمواج “الركمجة” قبالة سو…