أزمة التجنيد – استراليا
تواجه أستراليا أزمة متصاعدة في تجنيد أفراد جدد لقوات الدفاع الأسترالية (ADF).
الجيش يعاني من نقص حاد في الأفراد، ما يهدد بقدرته على أداء المهام الحيوية.
هذه الأزمة باتت تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وتحتاج إلى حلول فورية وشاملة.
في وقت دقيق، صرّح مرشح ليبرالي بضرورة “استبعاد النساء من الوحدات القتالية”.
هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا واعتُبر مؤشرًا خطيرًا على استمرار التمييز.
الحكومة سارعت باستبعاد المرشح وأكدت أن تلك الآراء لا تعبر عن مواقف الحزب الرسمية.
المشاركة النسائية ضرورية للنجاح
غياب النساء عن الأدوار القتالية يجعل من الصعب تحقيق أهداف التجنيد الوطني.
حاليًا، تشكل النساء 20.7٪ فقط من قوات الدفاع، وهو تحسّن طفيف مقارنة بالعقد الماضي.
لكن هذا التقدّم توقف مؤخرًا، وزاد بنسبة 0.1٪ فقط منذ عام 2021.
رغم اهتمام النساء بالشؤون الدولية، لا يُقبلن على الالتحاق بقوات الدفاع.
السبب غير واضح تمامًا، لكن الحاجة لفهمه باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
الحكومة ركزت على تحسين ظروف العمل: مكافحة التمييز والتحرش وتعزيز سياسات الترقية.
لكن هذه الجهود لم تحقق نتائج ملموسة
كما يطرح تساؤلات حول فعالية هذه السياسات.
المجتمع قد يكون جزءًا من المشكلة
ربما يكون السبب الأعمق متعلقًا بالمجتمع، لا بيئة العمل فقط.
ما تزال بعض المعتقدات ترى أن النساء لا ينتمين للجيش.
هذا التصور يعوق النساء عن رؤية مستقبل لهن في هذا المجال.
في الولايات المتحدة، تتعرض النساء في الجيش لهجمات سياسية علنية.
كما ان تصريحات ترامب ضد النساء في الجيش خلقت مناخًا معاديًا.
رغم أن أستراليا ليست أمريكا، إلا أن التأثير النفسي لهذا الخطاب قد يمتد هنا أيضًا.
التمثيل النسائي ضرورة استراتيجية
النساء يقدمن مساهمات مهمة في مجالات التفكير النقدي واتخاذ القرار.
خلال مهام بأفغانستان والعراق، قامت النساء بأدوار لا يستطيع الرجال أداءها.
كان لهن دور حاسم في التعامل مع النساء المحليات في مجتمعات محافظة.
ضم النساء يزيد من حجم قاعدة التجنيد المتاحة لقوات الدفاع الأسترالية.
الاعتماد على الرجال فقط سيحد من قدرة الجيش على التوسع والتطور.
كما ان تحقيق التوازن ليس مجرد “تنوع وشمول”، بل ضرورة وطنية لضمان الجاهزية الدفاعية.
أبحاث مطلوبة وإصلاح عاجل
أستراليا بحاجة لفهم حقيقي لسبب عزوف النساء عن الانضمام للدفاع.
تجاهل هذه القضية سيؤدي لفشل طويل الأمد في تلبية احتياجات الأمن القومي.
حيث ان من الضروري مقاومة الخطاب الرجعي وتعزيز ثقافة تشجع النساء على الخدمة العسكرية.
أمن أستراليا القومي يعتمد على مشاركة النساء في كل الأدوار، بما في ذلك القتالية.
من دونهن، ستفشل البلاد في تجنيد ما يكفي من الأفراد.
هذه ليست قضية شمول، بل مسألة بقاء واستقرار وطني.
