رؤساء أميركا
منذ نشأة الولايات المتحدة عقب حرب الاستقلال ضد البريطانيين، أولى الرؤساء الأميركيون قسما هاما من أولوياتهم للخطاب الموجه للجماهير. فخلال أول تجربة للسلطة التنفيذية بالبلاد، كان جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية، واعيا بالرقابة الجماهيرية المفروضة على سلطته، ولهذا السبب، تصرف جورج واشنطن بحذر أثناء إلقائه لخطاب التنصيب وتجنب تقديم أية اقتراحات أو أفكار للكونغرس أملا في تفادي الانتقادات.
فترة جورج واشنطن والصحافة المكتوبة
يوم 8 يناير 1790، أوفى الرئيس الأميركي جورج واشنطن بواجبه الدستوري الذي دعاه لأن يقدم بين الفينة والأخرى للكونغرس معلومات عن حالة الاتحاد تزامنا مع تقديمه لبعض المقترحات التي يعتبرها ضرورية ومفيدة للبلاد.
وتماما كخطاب التنصيب، أولى واشنطن عناية كبيرة لما سيقوله بخطاب حالة الاتحاد فأشاد بعمل الكونغرس وقدم اقتراحات حول إنشاء عملة وطنية ومكتب بريد ونظام للأوزان والمقاييس.
وخلال تقديمه لهذا الخطاب، تمثل الهاجس الأكبر، والمثير للجدل، لدى جورج واشنطن في نظام الهجرة والدّين الوطني. وبتلك الفترة، دونت الصحف الأميركية كلمات جورج واشنطن ونشرتها بأعدادها الصادرة بالأيام التالية ليتمكن الجميع بذلك من تقييم خطاب الرئيس وأفكاره.
لينكولن والتلغراف
قبل توليه للرئاسة عقب انتخابات العام 1860، كسب أبراهام لينكولن لقب المناظر الجيد. ويعود الفضل في ذلك لمجموعة المناظرات التي أجراها ضد ستيفان دوغلاس بولاية إلنوي.
وعلى الرغم من خسارته للمقعد بالكونغرس، كسب لينكولن تأييدا جماهيريا كبيرا ساهم في رفع شعبيته وفوزه بانتخابات العام 1860.
من جهة ثانية، اعتمد لينكولن على التلغراف للتواصل مع أتباعه ومسانديه. فخلال فترة الحرب الأهلية، أنشأ الأخير مكتب تلغراف بوزارة الحرب على مقربة من البيت الأبيض، وأثناء الحرب الأهلية، اعتمد لينكولن على التلغراف بشكل كبير لإرسال عدد هام من الإرساليات لجنوده وقادته العسكريين كما اضطر أحيانا للنوم قرب جهاز التلغراف للتواصل مع قواته أثناء المعارك الحاسمة.
ماكنلي وفيلم التنصيب
عام 1896، أصبحت حملة المرشح وليام ماكنلي (William McKinley) أول من يستفيد من وسيلة الصور المتحركة لأغراض دعائية. وبتلك الفترة، تابع الأميركيون بشغف هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة التي أعادت مرات عديدة فيلم حصول ماكنلي على ترشيح الحزب الجمهوري.
من ناحية أخرى، مثل فيلم عملية تنصيب ماكنلي أول عملية رئاسية يتم تصويرها بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
تطور وسائل الإعلام الحديثة
وخلافا لثيودور روزفلت الذي كان موهوبا في استخدام الشعارات الجذابة والمزاح لجذب الجماهير إليه، تميّز الرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت بخطاباته الجادة. فإضافة لكالفين كوليدج (Calvin Coolidge) الذي كان أول رئيس يبث خطابه حول حالة الاتحاد على الراديو، ألقى فرانكلن روزفلت العديد من الخطابات، بشكل مباشر، على نفس الجهاز.
وبناء على شهادات عديدة، أمضى الرئيس روزفلت فترات طويلة وهو يتدرب على إلقاء الخطابات بشكل منفرد قرب مدفئته.
بالسنوات التالية، واصل الرؤساء الأميركيون الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة للتواصل مع الجماهير. فعام 1947، أصبح هاري ترومان أول رئيس يلقي خطابا متلفزا، وفي الأثناء، مثّل جون كينيدي أول مرشح يستفيد من التلفاز لبلوغ البيت الأبيض.
من ناحية أخرى، مثل بيل كلينتون أول رئيس يمتلك إيميل رئاسي، وقد استخدم كلينتون أثناء فترته الرئاسية هذا الإيميل بشكل ضئيل.
وبالسنوات الأخيرة، امتلك أوباما أثناء فترته الرئاسة حساب تويتر لم يكن مسؤولا عنه بشكل رسمي، وفي المقابل، مثّل الرئيس دونالد ترمب أول رئيس أميركي يعاصر تويتر، منصة إكس حديثا، للتواصل بشكل مباشر مع جماهيره.