
أستراليا تسحب دعمها لمشروع –
يواجه مشروع الهيدروجين الأخضر في أستراليا مستقبلاً غير واضح بعد قرار الحكومة الأخير بسحب دعمها المالي
مما يمثل نكسة جديدة للاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة بالبلاد.
وفقًا لمعلومات نشرتها منصة الطاقة المتخصصة، رفضت حكومة ولاية كوينزلاند تقديم أي تمويل إضافي لمشروع الهيدروجين في كوينزلاند الوسطى (CQ-H2)
الذي تبلغ تكلفته 12.5 مليار دولار أسترالي (7.85 مليار دولار أميركي)، والمقرر إقامته قرب مدينة غلادستون.
قرار حكومي يثير الجدل
أكد وزير الخزانة والطاقة في كوينزلاند، ديفيد جانتزكي، أن الحزب الليبرالي الوطني لن يلتزم بوعد الحكومة السابقة بتقديم 1.4 مليار دولار أسترالي (879.38 مليون دولار أميركي) للمشروع
رغم كونه أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في الولاية، ويهدف إلى تصدير الإنتاج إلى اليابان وسنغافورة
إضافةً إلى تزويد العملاء المحليين.
التحالف الصناعي يعيد النظر في المشروع
أعلنت شركة ستانويل كوربوريشن (Stanwell Corporation)، المملوكة للدولة، أنها بصدد مراجعة إعلان الحكومة بشأن التمويل، وتقييم الخطوات المقبلة مع الشركاء المعنيين.
ويضم التحالف المشرف على المشروع عدة شركات دولية، منها:
- إيواتاني اليابانية (Iwatani)
- ماروبيني اليابانية (Marubeni)
- كيبل السنغافورية (Keppel)
وكانت شركة كانساي إلكتريك باور اليابانية قد انسحبت من التحالف في نوفمبر 2024، مرجعةً السبب إلى “فجوة التكلفة”.
تفاصيل المشروع والتحديات التي يواجهها
يهدف المشروع إلى إنشاء منشأة لإنتاج الهيدروجين في ألدوغا، ومد خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ميناء غلادستون
إضافةً إلى مرافق لتسييل الهيدروجين وتحميله على السفن، كما كان مقرراً تزويد مصنع للأمونيا في المنطقة بالهيدروجين المنتج.
وكان من المخطط أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع باستخدام محلل كهربائي بقدرة 720 ميغاواط، لإنتاج 200 طن من الهيدروجين يوميًا، مع خطط مستقبلية لزيادة السعة إلى 2880 ميغاواط، لدعم إنتاج 2880 طنًا يوميًا.
كما كانت مزرعة ألدوغا الشمسية التابعة لشركة أكيونا إنرجيا (Acciona Energía)، بقدرة 420 ميغاواط، ستوفر الطاقة اللازمة للمحللات الكهربائية
مما يجعلها أكبر مزرعة طاقة شمسية مخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أستراليا.
مخاوف من تأثير القرار على قطاع الطاقة المتجددة
أوضح وزير الطاقة في كوينزلاند، ديفيد جانتزكي، أن تكلفة المشروع تتجاوز مليار دولار من تمويل الولاية، تشمل البنية التحتية للمياه والموانئ والنقل وإنتاج الهيدروجين.
وأكد أن الأولوية الآن هي لتعزيز قيمة أصول توليد الكهرباء الحالية، التي توفر طاقة ميسورة التكلفة ومستدامة لسكان كوينزلاند.
جاء القرار بعد فترة وجيزة من قيام حكومة كوينزلاند بإدخال تعديلات مثيرة للجدل على قوانين مزارع الرياح، والتي وصفها الخبراء بأنها قد تعيق الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في الولاية.
انعكاسات القرار على غلادستون ومستقبل المشروع
تسبّب سحب التمويل في حالة من القلق بين الشركات العاملة في قطاع الطاقة المتجددة
حيث تخطط مدينة غلادستون لتحول اقتصادي طويل الأمد، يعتمد على إنتاج الهيدروجين الأخضر والتصنيع النظيف.
وقالت ستيفاني غراي، من مجلس الحفاظ على البيئة في كوينزلاند:
“تتمتع غلادستون بمقومات قوية لإنشاء صناعة هيدروجين أخضر مزدهرة
لكن غياب الوضوح في سياسات حكومة الولاية قد يهدد هذه الفرص.”
كما أكدت أن الشركات تتطلع إلى استخدام الهيدروجين الأخضر في صناعة الحديد الأخضر
وهو ما يتطلب إمدادات محلية مستقرة من الهيدروجين.
ردود الفعل الحكومية والمستقبل المحتمل
على الرغم من قرار حكومة الولاية، أكد عمدة غلادستون، مات بورنيت، أن المشروع سيستمر بفضل التمويل الفيدرالي البالغ 1.4 مليار دولار أسترالي
بالإضافة إلى استثمارات دولية ضخمة.
وأكدت الحكومة الفيدرالية التزامها بدعم التحول الأخضر في غلادستون
حيث تم بالفعل تخصيص 69.2 مليون دولار أسترالي لمركز الهيدروجين في المدينة، دُفِع منها حتى الآن 14 مليون دولار أسترالي.
من جانبه، قال وزير الطاقة الفيدرالي، كريس بوين:
“إلغاء التمويل أمر مفاجئ ومخيب للآمال، خاصةً أن المشروع كان سيوفر حوالي 9000 وظيفة، ويساهم بـ 8.9 مليار دولار أسترالي في الاقتصاد المحلي.”
وأكد أن الحكومة الفيدرالية ترى في الهيدروجين الأخضر فرصة استراتيجية لأستراليا، مشددًا على أهمية دعم المشاريع التي تعزز مكانة البلاد في سوق الطاقة العالمي.
في النهاية، يبقى مصير مشروع الهيدروجين الأخضر في كوينزلاند غير واضح، مع استمرار المفاوضات بين الشركات والحكومات، وسط قلق متزايد من تراجع أستراليا عن التزاماتها في الطاقة المتجددة.