
تقرير نتائج الحوار الأسترالي – استراليا
على مدار العقدين الماضيين، عززت كوريا الجنوبية وأستراليا تعاونهما الدفاعي والأمني، مستندتين إلى قيم ديمقراطية مشتركة ورؤية موحدة للحفاظ على نظام دولي قائم على القواعد.
تُعد أستراليا، بعد الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجي الأهم لكوريا الجنوبية، وهو ما انعكس في رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى “شراكة استراتيجية شاملة” عام 2021.
منذ إصدار البيان المشترك بشأن تعزيز التعاون الأمني عام 2009، عقدت الدولتان اجتماعات “2+2” الثنائية بين وزراء الخارجية والدفاع كل عامين منذ 2013
كما أسستا حوارات استراتيجية وإقليمية حول منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تجدر الإشارة إلى أن أستراليا واحدة من ثلاث دول فقط، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، تحتفظ معها كوريا الجنوبية بهذه العلاقة المتقدمة، مما يبرز خصوصية هذه الشراكة.
أسس التعاون الأمني والدفاعي
ترتكز العلاقة بين البلدين على عدة عوامل، من بينها التكامل الاقتصادي، والتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، والالتزام المشترك بدعم الاستقرار الإقليمي.
وقد حددت البيانات الوزارية المشتركة مجالات التعاون الدفاعي المتنامية، والتي تشمل:
- تعزيز القدرات العسكرية المشتركة
- التنسيق الاستراتيجي في المحيطين الهندي والهادئ
-
توسيع التعاون في مجالات الأمن السيبراني والدفاع الجوي
تزامن هذا التقارب مع تصاعد التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة
ما دفع الدولتين إلى تبني استراتيجيات دفاعية وطنية تعكس التزامهما بتأمين بيئة إقليمية مستقرة ومزدهرة.
التوجهات الدفاعية لكوريا الجنوبية وأستراليا
أصدرت أستراليا استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2024، والتي أكدت الحاجة إلى استثمارات دفاعية كبيرة لتعزيز دورها في منطقة تتسم بتعدد الأقطاب.
في المقابل، أطلقت كوريا الجنوبية استراتيجيتها للمحيطين الهندي والهادئ في ديسمبر 2022
والتي تركز على تحقيق “منطقة محيطين هادئ ومزدهرة”، من خلال سياسة خارجية أكثر انفتاحًا.
يعكس هذا التوجه رغبة إدارة الرئيس يون سوك يول في توسيع نطاق السياسة الخارجية لكوريا الجنوبية، وجعلها لاعبًا عالميًا يتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية.
حوار أمني لتعزيز التعاون الدفاعي
في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة، نظمت سفارة كوريا الجنوبية في أستراليا ومركز الدراسات الأمريكية حوارًا حول التعاون الأمني في كانبيرا خلال نوفمبر 2024.
حضر الفعالية أكثر من 50 مسؤولًا حكوميًا وخبيرًا أمنيًا، وناقش المشاركون التحديات والفرص الناشئة لتعزيز التعاون الدفاعي في المنطقة.
عُقدت الجلسات وفقًا لقاعدة “تشاتام هاوس” لضمان سرية المناقشات
وخرجت بتسع نتائج رئيسية سلطت الضوء على نقاط الاتفاق والاختلاف بين الجانبين
بالإضافة إلى القضايا التي تتطلب مزيدًا من البحث.
تأثير التطورات السياسية في كوريا الجنوبية
قبل أسبوع واحد من انعقاد الحوار، شهدت كوريا الجنوبية تطورًا سياسيًا مفاجئًا
حيث أعلن الرئيس يون سوك يول حالة الطوارئ العرفية في 3 ديسمبر 2024، قبل أن يلغيها بعد ساعات قليلة.
ورغم تداعيات هذه الأزمة السياسية، يرى المحللون أن نتائج الحوار الأمني ستظل ذات صلة بمستقبل الشراكة الاستراتيجية بين كوريا الجنوبية وأستراليا.
مستقبل الشراكة الدفاعية بين البلدين
في ظل بيئة إقليمية تزداد تعقيدًا، يتطلب تحقيق أقصى استفادة من التعاون الدفاعي بين كوريا الجنوبية وأستراليا نقاشات أكثر عمقًا حول الأولويات الأمنية لكل طرف.
ومع استمرار التحديات الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
من المتوقع أن تلعب هذه الشراكة دورًا متزايد الأهمية في تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة.