
شركات الأدوية الأمريكية – استراليا
تسعى شركات الأدوية الأمريكية الكبرى إلى دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية عقابية على أستراليا، بحجة أن برنامج “نظام مزايا الأدوية” (PBS) الأسترالي يقلل بشكل غير عادل من أسعار الأدوية ويحد من صادرات الشركات الأمريكية.
هجوم على برنامج دعم الأدوية الأسترالي
في مذكرة رسمية مقدمة إلى مكتب الممثل التجاري الأمريكي في 11 مارس، وصفت رابطة أبحاث وتصنيع الأدوية في أمريكا (PhRMA) نظام PBS بأنه “تمييزي وغير منصف”، مطالبة الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات لإلغاء “السياسات التسعيرية الضارة” وتعزيز الصادرات الدوائية الأمريكية.
ما هو نظام PBS؟
كما يُعد PBS برنامجًا بقيمة 18 مليار دولار، يهدف إلى دعم أسعار الأدوية لملايين الأستراليين، مما يجعلها في متناول الجميع.
ومع ذلك، تدّعي شركات الأدوية الأمريكية أن هذا النظام يقلل من قيمة الابتكارات الدوائية الأمريكية ويحد من فرص دخول منتجاتها إلى السوق الأسترالية.
انتقادات لصانعي القرار
كما جهت الصناعة الدوائية انتقادات حادة إلى “اللجنة الاستشارية لمزايا الأدوية” (PBAC)، وهي الجهة المستقلة التي تقيم الأدوية الجديدة لإدراجها في نظام الدعم.
وزعمت أن تقييمات اللجنة تميل إلى تفضيل البدائل الأرخص، مما يؤدي إلى “تأخيرات غير معقولة في وصول المرضى إلى العلاجات”.
هل تواجه الصادرات الأسترالية تهديدًا؟
مع استعداد إدارة ترامب للإعلان عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية في أبريل، يثير ضغط PhRMA مخاوف من أن الصادرات الدوائية الأسترالية قد تصبح هدفًا للعقوبات التجارية الأمريكية.
كما تتمتع هذه المجموعة الصناعية بنفوذ قوي
حيث تبرعت بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب ولها تاريخ طويل في التأثير على السياسات التجارية.
في المقابل، أكدت شخصيات بارزة في الحكومة الأسترالية
مثل وزير الصحة مارك باتلر والمتحدثة باسم المعارضة آن راستون، أن PBS لن يكون مطروحًا للنقاش في أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة.
لكن التجارب السابقة، مثل فرض ترامب رسومًا بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم الأسترالي، تشير إلى أن الضغوط الدبلوماسية قد لا تكون كافية لمنع فرض العقوبات.
التداعيات الاقتصادية على أستراليا
كما تُعد المنتجات الصيدلانية من بين أكبر الصادرات الأسترالية إلى الولايات المتحدة، إلى جانب لحوم الأبقار والذهب.
كما تشمل هذه الصناعة شركات عملاقة مثل CSL، التي تمتلك عمليات كبيرة في كل من أستراليا وأمريكا.
ويرى جوزيف داموند، الخبير في التجارة الدولية والمسؤول التجاري الأمريكي السابق، أن أستراليا
قد لا تكون هدفًا رئيسيًا في المعارك التجارية لترامب
لكن خطر العقوبات يظل قائمًا إذا أولت الإدارة الأمريكية أولوية للنزاعات التجارية في قطاع الأدوية.
من جانبه، يحذر البروفيسور بيتر دراوس من الجامعة الوطنية الأسترالية من أن جماعات الضغط الدوائية الأمريكية تمتلك نفوذًا كبيرًا في الاتفاقيات التجارية العالمية
وقد تتمكن من دفع الإدارة الأمريكية لاتخاذ إجراءات ضد دعم الأدوية في أستراليا.
موقف سياسي موحد لحماية PBS
ترفض الأحزاب السياسية الكبرى في أستراليا أي محاولات قد تؤثر سلبًا على نظام PBS.
- حزب العمال: أكد وزير التجارة دون فاريل أن الحزب ملتزم بحماية برنامج PBS
- مشددًا على أن “الأدوية الميسورة التكلفة جزء أساسي من سياساتنا ولن نساوم عليها”.
- التحالف (المعارضة): أكدت السيناتورة آن راستون أن التحالف لن يدعم أي رسوم جمركية أمريكية
- قد تزيد من تكاليف الرعاية الصحية للأستراليين.
ورغم هذا الدعم السياسي، لا تزال المخاوف قائمة من أن السياسات التسعيرية للأدوية في أستراليا
قد تؤدي إلى عقوبات تجارية أمريكية.
ومع دخول الرسوم الجمركية الجديدة لترامب حيز التنفيذ في 2 أبريل، تستعد أستراليا لاحتمال حدوث تداعيات اقتصادية على قطاعها الدوائي.