تراجع حاد في إقبال – استراليا
يشهد عدد الزوار الأستراليين المتوجهين إلى الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا منذ جائحة كوفيد-19، وتتزايد المخاوف بشأن إجراءات الحدود الأمريكية الصارمة
بما في ذلك رفض الدخول والاحتجاز والترحيل، بالإضافة إلى مصادرة الهواتف وتفتيشها.
وقد دفعت هذه الإجراءات بعض العلماء والأكاديميين إلى مغادرة البلاد خوفًا على سلامتهم.
تزايد القلق العالمي:
مع استمرار إدارة ترامب في تشديد إجراءات أمن الحدود، تتصاعد المخاوف لدى المسافرين من جميع أنحاء العالم بشأن السفر إلى الولايات المتحدة.
يثير هذا التساؤلات حول أسباب هذا التراجع وهل لا يزال السفر إلى الولايات المتحدة آمنًا.
انخفاض حاد في أعداد الأستراليين:
تؤكد بيانات إدارة التجارة الدولية الأمريكية هذا التوجه
حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى انخفاض حاد بنسبة 7 بالمئة في عدد الزوار الأستراليين في مارس من هذا العام مقارنة بشهر مارس من عام 2024.
ويُعد هذا أكبر انخفاض في أعداد الزوار الأستراليين منذ مارس 2021، الذي تزامن مع ذروة جائحة كوفيد-19.
ويعلق أحد الخبراء قائلاً: “لست متأكدًا من مدى دقة ذلك، لكن من المؤكد أن هناك أستراليين يشعرون بالقلق.”
تأثير أوسع على مستوى العالم:
لا يقتصر هذا التراجع على الأستراليين وحدهم، فقد أظهرت بيانات إدارة التجارة الدولية انخفاضات كبيرة في أعداد الزوار من دول أخرى أيضًا.
ففي شهر مارس، انخفض إجمالي عدد الوافدين الأجانب إلى الولايات المتحدة بنسبة 11.6 بالمئة.
ويُعد هذا الرقم بعيدًا كل البعد عن التوقعات الأولية لعام 2025
حيث كانت توقعات السفر إلى الولايات المتحدة الصادرة عن “اقتصاديات السياحة” تشير إلى نمو بنسبة 8.8 بالمئة
بينما تحذر الآن من انخفاض بنسبة 5.1 بالمئة.
وتعزو المؤسسة هذا التغيير الكبير إلى تقلبات أسعار الصرف الناتجة عن الرسوم الجمركية والعلاقات الدبلوماسية المتوترة.
دواعي القلق:
يرى خبراء السياحة أن سعر صرف الدولار الأمريكي والضغوط المتزايدة لتكاليف المعيشة عوامل رئيسية في هذا التراجع
إلا أن المناخ السياسي الحالي يلعب دورًا أيضًا في عزوف البعض عن السفر.
وتبرز بشكل خاص المخاوف المتزايدة بشأن تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود
حيث يواجه الأشخاص الذين كانوا يدخلون الولايات المتحدة بسهولة في السابق “تدقيقًا أكبر”.
وقد تعززت هذه المخاوف بتقارير متعددة عن احتجاز وترحيل مسافرين كنديين وأوروبيين على الحدود الأمريكية.
ويشير السيد مورغنبيسر إلى أن حاملي التأشيرات المؤقتة والسياح هم الأكثر عرضة للخطر، خاصة أولئك الذين انتقدوا إدارة ترامب عبر الإنترنت، واصفًا الوضع بأنه “غير مسبوق ومخيف إلى حد ما”. ويضيف أنه بات من الصعب على المسافرين التنبؤ بما سيحدث عند وصولهم إلى الحدود، وأن “الطبيعة التعسفية لأي قرار يتخذه ضابط الحدود في وقت معين هي أكثر إخافة من توجيهات واضحة للغاية بعدم المجيء”. كما وردت تقارير عن فرار علماء وأكاديميين من الولايات المتحدة بسبب “مخاوف تتعلق بالسلامة”، بما في ذلك أستاذ متخصص في الفاشية بجامعة ييل، الذي أعلن مؤخرًا انتقاله إلى منصب جديد في كندا بسبب ما وصفه بالميل “الاستبدادي” لإدارة ترامب.
هل السفر إلى الولايات المتحدة آمن؟
حتى الآن، لم تقم أستراليا بمراجعة نصائح السفر إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، ينصح السيد مورغنبيسر الأستراليين بـ “إعادة النظر في حاجتهم للسفر”، خاصة الأكاديميين وأي شخص يعبر عن آراء صريحة حول إدارة ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا إياهم إلى “اتخاذ احتياطات بشأن بعض الآراء التي نشروها عبر الإنترنت” للحماية من عمليات التفتيش على الحدود. في المقابل، يرى السيد موندشين أنه “بشكل عام” لا ينبغي أن يشعر الأستراليون بالقلق بشأن السفر إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الأستراليين، خاصة في ظل الحكومة الحالية، يحظون بمعاملة جيدة للغاية.
نصائح للمسافرين إلى الولايات المتحدة:
تتمثل النصيحة الرئيسية للمسافرين إلى الولايات المتحدة في التأكد من ملء جميع الأوراق المطلوبة بشكل صحيح، بما في ذلك تقديم طلب ESTA (النظام الإلكتروني لترخيص السفر) في أقرب وقت ممكن. ويشدد الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة السفر الأسترالية، دين لونغ، على أهمية إكمال طلبات ESTA لتجنب رفض الصعود إلى الطائرة في المطارات الأسترالية بسبب عدم وجود تأشيرة دخول سارية المفعول إلى الولايات المتحدة. وينصح المسافرين أيضًا بالحفاظ على “الحياد” السياسي قبل السفر إلى الولايات المتحدة، خاصة عند التواجد في الأماكن العامة أو عند التعبير عن آرائهم حول الأحداث الجارية في أمريكا، تذكرًا بأنهم يحملون تأشيرة دخول. ويختتم نصيحته قائلاً: “تحتاج إلى … البقاء محايدًا، وستحظى بوقت ممتع حقًا.”
