
إثارة القلق في جنوب أستراليا – صحة وحياة
في خطوة أثارت قلقًا بالغًا في الأوساط الطبية، اتخذت عدة مجالس محلية في منطقة “ليمتسون كوست” بجنوب أستراليا قرارات للتشكيك في سلامة اللقاحات. هذه القرارات صدرت منذ مطلع العام الحالي من ثلاثة مجالس محلية وهي: مجلس مقاطعة جرانت، مجلس مقاطعة روب، ومجلس ناراكورت-لوسينديل. ويضاف إلى هذه القرارات قرار مماثل من رابطة الحكومات المحلية في نفس المنطقة.
دعوات للتشكيك في فحص اللقاحات
بالإضافة إلى إصدار هذه القرارات، طالبت مجالس “ليمتسون كوست” موظفيها بمراسلة وزراء الصحة على المستويين الولائي والفيدرالي. الهدف كان “ضمان فحص جميع اللقاحات، الحالية والمستقبلية، للتأكد من خلوها من الملوثات وضمان سلامتها للتطعيم البشري”.
أراء الخبراء حول القرار
من جانبه، أعرب البروفيسور بول غريفين، المتخصص في الأمراض المعدية، عن قلقه بشأن هذه القرارات، مشيرًا إلى أن هذا التشكيك في اللقاحات يوحي بأن اللقاحات السابقة لم تخضع لاختبارات صارمة. وأكد البروفيسور غريفين أن أستراليا تعد واحدة من أكثر البيئات التنظيمية صرامة في العالم، وأن اللقاحات تخضع لاختبارات دقيقة قبل الموافقة عليها.
الرد الحكومي على التشكيك
في ردها على تلك الادعاءات، أكدت إدارة السلع العلاجية (TGA) أن هناك “معلومات مضللة” منتشرة عبر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت بشأن لقاحات COVID-19. وأوضحت TGA أن هذه المعلومات تستند إلى دراسات غير دقيقة ولا تتبع الصرامة العلمية المطلوبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه القرارات ليست الأولى من نوعها في أستراليا. ففي أكتوبر 2024، اتخذ مجلس بورت هيدلاند في غرب أستراليا خطوة مشابهة، مما يشير إلى اتجاه متزايد بين بعض المجالس المحلية لنقل القلق بشأن اللقاحات إلى الوزارات المعنية.
تساؤلات حول تأثير هذه القرارات
هذه القرارات تثير تساؤلات كبيرة حول تأثيرها على صحة المجتمع. حيث يخشى الخبراء أن يؤدي هذا التشكيك إلى انخفاض في معدلات التطعيم، مما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية. خصوصًا في موسم الإنفلونزا الحالي، حيث تشير التقارير إلى انخفاض معدلات تطعيم الأطفال.
ردود الأفعال من المجالس المحلية
في محاولة لتوضيح موقفها، صرحت عمدة مجلس جرانت، كايلي بوسطن، بأن المجلس يدعم دور وزارة الصحة في الحفاظ على سلامة المجتمع. من جانبها، أكدت رئيسة رابطة الحكومات المحلية، لينيت مارتن، أن المجلس ليس مختصًا في القضايا الطبية وأنه تمت إحالة الأمر إلى وزراء الصحة.
بدوره، أوضح العمدة باتريك روس أن مجلس ناراكورت-لوسينديل يسعى للحصول على تأكيدات بشأن سلامة اللقاحات. وأكد أن المجلس ليس ضد التطعيم ولكنه يسعى فقط للحصول على معلومات دقيقة من المسؤولين الحكوميين.
الانتقادات الطبية والقلق على الصحة العامة
في نهاية المطاف، وصف البروفيسور غريفين تصرف المسؤولين المنتخبين الذين يروجون لهذه المعلومات المضللة بأنه غير مسؤول. وأكد على ضرورة احترام الخبراء في مجال الصحة عند اتخاذ القرارات التي تؤثر على صحة المجتمع.
في الوقت الذي تستمر فيه هذه المناقشات المثيرة للجدل، شدد الخبراء على أهمية احترام المنظومة الصحية الأسترالية الممتازة. فبالرغم من هذه الصعوبات، تظل أستراليا محظوظة بنظام صحي قوي وبنية أكاديمية توفر مصادر موثوقة للمعلومات الصحية.