تحديات شرطة – أستراليا
مقدمة: ظهور موجات جديدة من الجريمة
في أعقاب مقتل ديفيد كو، أحد الأعضاء المرتبطين بعصابة “بلودلاين”، تواجه شرطة نيو ساوث ويلز تحديًا جديدًا يتمثل في التعامل مع ظهور مجموعات إجرامية جديدة تسعى لإثبات نفسها في عالم الجريمة بسيدني. هذه الحادثة، رغم أنها ليست مؤشرًا على موجة عنف شاملة، تعكس التحولات المستمرة في ديناميكيات العصابات والجريمة المنظمة في المنطقة.
من هي عصابة “بلودلاين”؟
“بلودلاين” هي مجموعة صغيرة من المجرمين الآسيويين وسكان الجزر، تتمركز في مناطق مثل كابراماتا وكانلي فالي. ورغم أنها ليست قوة رئيسية في المشهد الإجرامي، إلا أنها تسلط الضوء على ميل العصابات الناشئة لترك بصمتها باستخدام العنف.
جهود الشرطة السابقة
في السنوات الأخيرة، حققت الشرطة تقدمًا كبيرًا في احتواء الصراعات الدموية بين عصابات مثل حمزة وآلم الدين، من خلال:
- حملات الاعتقال المكثفة: نجحت في حبس أو تخويف العديد من اللاعبين الرئيسيين، مما أدى إلى تراجع نفوذهم.
- تفكيك شبكات الجريمة: مثل شبكة هاوتشر، التي تعرضت لضربة كبيرة بعد اعتقالات جماعية.
- إضعاف عصابات الدراجات النارية: مثل عصابة كومانشيرو، التي تعاني من صراعات داخلية بعد مقتل أحد قادتها ألين موراديان.
دورة العصابات: موجات من الظهور والانهيار
يشير كبار المحققين إلى أن العصابات تظهر وتنهار في دورات متكررة. فعلى سبيل المثال:
- عائلات أحمد وآلمير: كانت تسيطر يومًا على المشهد الإجرامي، لكنها فقدت نفوذها تدريجيًا.
- عصابات سكان الجزر: تحولت من كونها عصابات صغيرة إلى مجموعات منظمة، مثل “المنبوذين”، الذين ينخرطون في تجارة المخدرات والاختطاف.
- العصابات الآسيوية: رغم تمسكها سابقًا بنهج منخفض المستوى، أصبحت أكثر صراحة وعنفًا في الآونة الأخيرة.
المجموعات الناشئة: الشباب السودانيون والصوماليون
تعتبر إحدى أكبر التحديات الناشئة هي استغلال الشباب السودانيين والصوماليين الساخطين من قبل عصابات الدراجات النارية والمجرمين من الشرق الأوسط. يقوم هؤلاء الشباب، الذين يتم تسليحهم أحيانًا في سن المراهقة، بتنفيذ عمليات إطلاق النار من السيارات المسرعة وجرائم أخرى خطيرة.
استراتيجيات التعامل
- التفكيك المبكر للعصابات الناشئة: عبر مراقبة تحركاتها عن كثب واستهداف قياداتها قبل أن تنمو.
- التعاون المجتمعي: تعزيز العلاقات مع المجتمعات المحلية للحصول على معلومات حيوية عن العصابات الناشئة.
- التركيز على الشباب: توفير برامج اجتماعية وتعليمية للشباب المستهدفين من قبل العصابات لمنع تجنيدهم.
الخلاصة: المعركة المستمرة ضد الجريمة
رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها شرطة نيو ساوث ويلز في السنوات الأخيرة، فإن ظهور مجموعات جديدة مثل “بلودلاين” والمخاطر المرتبطة باستغلال الشباب من قبل العصابات يشير إلى أن التحديات لم تنتهِ بعد. يتطلب التصدي لهذه الظاهرة استراتيجيات مرنة ونهجًا شاملاً لمعالجة الأسباب الجذرية للجريمة المنظمة.
