صدمة الرسوم الجمركية – استراليا
تلقى سوق الأسهم الأسترالي ضربة قوية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق على واردات الصلب والألمنيوم، تشمل جميع الشركاء التجاريين، بما في ذلك أستراليا.
في الساعة الأولى فقط من التداول، انخفض مؤشر ASX200 بنسبة 0.5٪، مما أدى إلى خسارة تقدر بـ 15 مليار دولار في القيمة السوقية.
ووفقًا لقاعدة بيانات COMTRADE التابعة للأمم المتحدة، استوردت الولايات المتحدة ما يقرب من 638 مليون دولار من الصلب الأسترالي في عام 2024
مما يعرض الشركات الكبرى المدرجة في البورصة الأسترالية، مثل شركة ريو تينتو، لمخاطر مالية كبيرة بسبب الرسوم الجديدة.
ومن المقرر أن يعلن ترامب رسميًا عن الرسوم الجمركية يوم الاثنين
حيث أكد أنه لن يكون هناك أي استثناء لأي دولة.
وقال: “أي صلب يدخل الولايات المتحدة سيخضع لرسوم جمركية بنسبة 25٪”، مشيرًا إلى أن الألمنيوم سيواجه نفس التعريفة
مما يجعل الصادرات الأسترالية أكثر تكلفة ويقلل من الطلب عليها.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
يمكن أن تلحق هذه الرسوم الجمركية ضررًا كبيرًا بالصناعات الأسترالية، مما يؤدي إلى تعطيل الصادرات وسلاسل التوريد.
ووفقًا للتقارير، كانت الحكومة الفيدرالية تجري محادثات عاجلة مع المسؤولين الأمريكيين منذ شهور في محاولة لمنع فرض هذه الرسوم.
وأكد وزير التجارة الأسترالي دون فاريل التزام أستراليا بالتجارة الحرة والعادلة
قائلاً: “علاقتنا الاقتصادية الثنائية مفيدة للطرفين
حيث تخلق صناعة الصلب والألمنيوم الأسترالية آلاف الوظائف الأمريكية ذات الأجور الجيدة
كما أنها ضرورية لمصالحنا الدفاعية المشتركة.”
خلال إدارة ترامب الأولى، تمكنت أستراليا من الحصول على إعفاء من رسوم مماثلة في عام 2018، بفضل الجهود الدبلوماسية التي قادها رئيس الوزراء الأسبق مالكولم تورنبول والسفير الأسترالي آنذاك جو هوكي.
ولكن هذه المرة، يبدو أن التحدي أكثر صعوبة.
وحذر الاقتصادي ستيفن إنيس من أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا في الحرب التجارية في إطار سياسة “أمريكا أولاً” التي ينتهجها ترامب
مما قد يؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية.
في الوقت نفسه، أشار المحلل في الأسواق المالية جوش جيلبرت إلى أن ترامب يركز على أداء السوق، لذا قد يتراجع عن القرار إذا تسبب في تداعيات اقتصادية كبيرة.
تأثيرات على الشركات الأسترالية والتجارة
أثار الخبر قلقًا واسعًا بين الأوساط السياسية والتجارية في أستراليا.
على سبيل المثال، تواجه شركة Crusader Caravans، التي وسعت أعمالها مؤخرًا إلى السوق الأمريكية، تحديات كبيرة.
فقد حصلت الشركة على طلبية لتوريد 50 سيارة مصنوعة في أستراليا إلى فلوريدا، ولديها صفقات محتملة قد تصل إلى 300 سيارة.
ومع ذلك، قد تجعل التعريفات الجمركية الصادرات غير مجدية اقتصاديًا.
وقال مدير الشركة مايكل بايدوسيس: “إذا تم فرض تعريفة جمركية، فعلينا إما تحمل التكلفة أو تمريرها إلى العملاء. وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية
فإن امتصاص التكلفة ليس بالأمر السهل.”
ردود الفعل السياسية والتحديات الدبلوماسية
حث زعيم حزب الوطنيين ديفيد ليتلبراود حكومة ألبانيز على التفاوض مع إدارة ترامب لضمان إعفاء أستراليا من الرسوم
لكنه رفض أي رسوم انتقامية. كما أشار إلى أن الحروب التجارية تؤثر سلبًا على الجميع، بما في ذلك أستراليا.
في غضون ذلك، تساءل البعض عما إذا كان السفير الأسترالي في الولايات المتحدة، كيفن رود، قادرًا على التفاوض على إعفاء مماثل لما تحقق في الماضي.
وأكدت وزيرة الخدمات الطارئة جيني مكاليستر أن الحكومة الأسترالية ستواصل الدفاع عن مصالحها من خلال المحادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين. ومع استمرار حالة عدم اليقين، ستحدد الأسابيع القادمة ما إذا كانت أستراليا قادرة على تجنب هذه الأزمة التجارية المحتملة وحماية صناعاتها الرئيسية.
