مع إعلان فوز حزب العمال في الانتخابات الفيدرالية، أرسلت الصين تهنئة رسمية في وقت متأخر من الليل. وبالرغم من بساطة الرسالة، إلا أنها حملت إشارات واضحة لرغبة الصين في تقوية العلاقة مع أستراليا.
أكد البيان الصيني على التوافق بين الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء ألبانيزي، في إشارة إلى رغبة بكين في استمرار التعاون ضمن شراكة استراتيجية مستقرة.
ترى الصين أن حكومة ألبانيزي تمثل فرصة لتحقيق استقرار في العلاقة الثنائية، خاصة في ظل تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة.
لكن هناك ملفات حساسة على الطاولة، منها عقد تأجير ميناء داروين لشركة صينية لمدة 99 عامًا، وهو اتفاق أثار جدلًا واسعًا بسبب مخاوف الأمن القومي. وقد تعهد حزب العمال خلال الحملة بإعادة تقييم هذا العقد، وهو ما قد يخلق توترًا قانونيًا ودبلوماسيًا.
خلال الفترة الانتخابية، شوهدت سفن عسكرية صينية قرب السواحل الأسترالية.
وبينما لم تعلق الحكومة كثيرًا على الأمر، اعتبر البعض أن الهدوء في التعامل عزز ثقة الناخبين في إدارة حزب العمال.
الصين تأمل أن تفتح هذه المرحلة الجديدة الباب لتحسين العلاقات التجارية، وتسهيل انضمامها إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، رغم التحديات المرتبطة بمشاركة تايوان.
كما تواجه الحكومة ملفًا شائكًا يتمثل في الحكم بالإعدام مع وقف التنفيذ على المواطن الأسترالي يانغ هنغ جون، وهي قضية تشكل اختبارًا دبلوماسيًا جديدًا لألبانيز ووزيرة الخارجية بيني وونغ.
في المجمل، تشير كل الدلائل إلى أن الصين ترى في أستراليا شريكًا مهمًا في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والانقسامات الجيوسياسية.
