شباب من الجالية العربية في استراليا يعبرون عن امتنانهم لما قام بهم أهلهم من تضحيات

وفي حديث مع SBS Arabic24 قال الشاب رشيد غيّه الذي يبلغ 27 عاما من العمر، ويدرس علم النفس، إن هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي يطبقها الآباء في التربية لكن هناك أمورا أخرى يجب أن يهتموا بها أيضا.

“من أحلى الأشياء التي قام بها أهلنا هي كيف زرعوا فينا المحبة والارتباط بين الأهل والمجتمع وهذا يجعلنا فخورين بهويتنا”.

“أهلنا يحبوننا كثيرا وضحوا كثيرا لكي تكون حياتنا حلوة وسهلة ولكي يكون لدينا فرص جيدة بالحياة لكن أحيانا ومن كثرة محبتهم لنا ورغبتهم بأن ننجح في الحياة، قد تنقلب هذه المحبة إلى ضغط مما يصعب التصرف لدى الشباب”.

ويضيف رشيد غيّه: “إذا زاد هذا الضغط واستمر لوقت طويل يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية، وعندما تعتل الصحة النفسية تصبح الأمور كلها -حتى الأمور التي يريد الشاب أن يفعلها- تصبح أصعب، فيجد الدراسة أصعب، والعمل أصعب، والمشاركة في الحياة مع الآخرين كالأهل والأصدقاء أصعب، ويمكن أيضا أن يتعرض لزيادة المشاكل في الحياة، وهذا يزيد من المشاكل بين الأهل والشباب”.

ويقول رشيد إن هذه الصعوبات تنعكس على جميع أفراد العائلة: “هذا لا يؤثر فقط على الشاب لكن أيضا على كل أفراد العائلة”.

ويدعو رشيد غيّه الذي يعمل في عيادة للصحة النفسية وما زال يتابع دراساته العليا في علم النفس إلى عدم الاستهتار بالصحة النفسية وإلى ضرورة طلب المساعدة بشكل عاجل، والابتعاد عن مقولة “الخجل” عندما يأتي الأمر إلى طلب المساعدة والإقرار بأن هناك مشكلة نفسية يجب معالجتها.

أما الشابة جمال فتقول إن الجيل الأكبر لديه خبرة في أمور الحياة ويجب على الشباب الاستفادة من خبرتهم، لأنهم يعرفون كيف ولماذا تحصل الأمور، لكنها تدعوهم أيضا إلى الإصغاء إلى هموم الشباب لأن هناك أمورا تتغير دائما في الحياة، ويجب احترام حرية التعبير.

“مهم أن يطلب الشباب رأي الكبار لأنهم عاشوا فترة طويلة وعرفوا كيف ولماذا يفعلون أشياء ومن المهم أن نأخذ المشورة منهم”.

وتضيف: “من المهم أيضا أن يستمع الكبار للأصغر منهم سنا، ليعرفوا ماذا يحصل من تطورات في هذه الحياة، خاصة وأن هناك اليوم حرية التعبير وطرقا كثيرة للتعبير لم تكن موجودة سابقا”.

وتقول

إن الهدف من يوم الشباب الدولي لعام 2022 هو إسماع الرسالة التي مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب.

كما يُراد من هذه المناسبة كذلك إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر بالتالي في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلا عن آثار الضارة على المجتمع ككل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش إن الكل يكون خاسرا عندما يُستبعد الشباب من عملية اتخاذ قرارات تؤثر على حياتهم، أو عندما يحرم كبار السن من فرصة الاستماع لهم.

“نحن نحتفل باليوم الدولي للشباب وقوة الشراكة فيما بين الأجيال. شعار هذا العام: التضامن ما بين الأجيال – خلق عالم لكل الأعمار يذكرنا بحقيقة بديهية: نريد الناس من كل الأعمار أن يتضامنوا معا لبناء عالم أفضل للجميع.

كثيرا ما يمنع التمييز ضد كبار السن من تحقيق هذا التعاون الأساسي، وعندما يتم استبعاد الشباب من عملية اتخاذ قرارات تؤثر على حياتهم، أو عندما يحرم كبار السن من فرصة الاستماع لهم، نكون جميعا خاسرين.

التضامن والتعاون أهم الآن من أي وقت مضى مع ما يواجهه عالمنا من تحديات خطيرة تهدد مستقبلنا جميعا من كوفيد -19 إلى تغير المناخ، إلى النزاعات والفقر وعدم المساواة والتمييز، نريد سواعد الجميع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء عالم أكثر سلاما نصبو إليه جميعا.

يجب علينا أن ندعم الشباب من خلال استثمارات ضخمة في التعليم وتنمية المهارات ودعم المساواة بين الجنسين وتوسيع آفاق الفرص للشباب للمشاركة في الحياة المدنية والسياسية”.لا يكفي أن نستمع الى الشباب بل يجب علينا إشراكهم في آليات اتخاذ قرارت على المستويات المحلية والوطنية والدولية

ويضيف السيد غوتيريش قائلا:

“هذا ما يدفعنا لإنشاء مكتب خاص بالشباب في الأمم المتحدة ويجب علينا ضمان أن الجيل الكبير لديه وصول إلى حماية المجتمع، والفرص لكي يشاركوا بخبراتهم الحياتية.

في هذا اليوم المهم تعالوا نشبك أيدينا عبر الأجيال من أجل إزالة العوائق والعمل على قلب واحد من اجل تحقيق عالم اكثر عدلا وشمولا لكل الناس”.

اس بي اس