
الأمواج المهددة – استراليا
كشفت الأبحاث أن مواقع التزلج الشهيرة في أستراليا تواجه تهديدات خطيرة قد تؤثر على إمكانية الوصول إليها والاستمتاع بها
مما يضع ثقافة الشواطئ الأسترالية تحت ضغط غير مسبوق.
على الساحل الشمالي لولاية كوينزلاند، تنزلق ستيف كيرلي على لوح تزلج طويل بطول تسعة أقدام وسط أمواج خليج نوسا، حيث تسبح السلاحف البحرية بين راكبي الأمواج، بينما تلعب الدلافين بعيدًا في الأفق.
تندفع موجة ارتفاعها متر تقريبًا نحو الشاطئ، مما يمنح كيرلي رحلة طويلة وسلسة، فيما يستمتع الآخرون بأداء حركات استعراضية أو ببساطة يأخذون لحظة للاستمتاع بالمشهد الطبيعي المذهل الذي يحيط بهم.
كيرلي، وهي محامية من نيوزيلندا ورئيسة منظمة سورفرايدر أستراليا غير الربحية، ليست ناشطة متطرفة
لكنها تعبر عن التزامها العميق بحماية الشواطئ، قائلة: “سأربط نفسي بشجرة لحماية هذا المكان إذا لزم الأمر”.
التغير المناخي: التهديد الأكبر
تشير الأبحاث التي أصدرتها جامعة غريفيث إلى أن نوسا، إلى جانب العديد من مواقع التزلج الشهيرة في أستراليا، تقع في الخط الأمامي لتهديدات غير مسبوقة قد تعرض قدرة الأستراليين على الاستمتاع بشواطئهم للخطر.
تقول كيرلي:
“التغير المناخي هو التهديد الأكبر لجميع الشواطئ في أستراليا، وليس فقط في نوسا – بل في كل شاطئ دون استثناء.”
يؤكد البروفيسور روجر توملينسون، الذي راجع الدراسة، أن ارتفاع مستوى سطح البحر هو التهديد الأكثر يقينًا
حيث تعتمد الأمواج على عمق المياه وقاع البحر، مما يجعل مواقع التزلج القائمة على الشعاب المرجانية والمناطق
الصخرية أكثر عرضة للخطر.
وتضيف كيرلي:
“مناطق التزلج الأيقونية مثل بيلز بيتش وخليج بايرون تعتمد على التكوينات الصخرية، وإذا غمرتها المياه بسبب ارتفاع مستوى البحر، فإن الأمواج ستضعف أو تختفي تمامًا.”
التآكل الساحلي وتدمير المواقع الطبيعية
إلى جانب ارتفاع مستوى البحر، تواجه الشواطئ خطر التآكل الساحلي الناجم عن العواصف الشديدة، وهو تهديد يؤثر حاليًا على بعض مواقع التزلج الشهيرة، وليس مجرد خطر مستقبلي.
تُشير كيرلي إلى مثال شاطئ نارابين في سيدني
حيث تم بناء جدران خرسانية ضخمة لحماية المنازل من التآكل بعد عاصفة عنيفة في عام 2016.
ومع ذلك، أدى ذلك إلى تدمير التدفق الطبيعي للرمال
مما حول موقعًا كان يومًا ما من أفضل أماكن التزلج إلى موجة ميتة.
“نارابين لم تعد مجرد موجة مهددة، بل أصبحت موجة مدمرة بالكامل”، تقول كيرلي بأسف.
الحاجة إلى إجراءات عاجلة
توصي دراسة جامعة غريفيث بعدد من الحلول لحماية الشواطئ الأسترالية، بما في ذلك:
- تحديد مواقع التزلج الرئيسية كمناطق محمية لمنع التنمية المدمرة.
- الاستثمار في مشاريع إعادة تأهيل الشواطئ لحماية النظام البيئي الساحلي.
- إنشاء شعاب مرجانية صناعية لتحسين جودة الأمواج والحد من التآكل.
كما تؤكد كيرلي أن حماية الشواطئ ليست فقط مسألة بيئية، بل قضية ثقافية واقتصادية أيضًا
حيث تساهم رياضة التزلج في دعم الاقتصاد المحلي عبر السياحة.
وتختتم قائلة:
“إذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة الآن لحماية سواحلنا، فمن سيتحمل هذه المسؤولية؟ نحن الأقرب إلى البحر، وعلينا أن نكون المدافعين عنه.”