Home آخر الأخبار بين الليرة والدولار والخبز.. السوريون يبحثون عن العدالة المفقودة

بين الليرة والدولار والخبز.. السوريون يبحثون عن العدالة المفقودة

16
أميركا تخفف القيود

“كل الناس خير وبركة”، التي يقولها البسطاء، عند لقائهم “الغرباء”، تبدو جملة أجدى من شعار “الشعب السوري واحد”، الذي تردده القوى السياسية، في الخطابات والبيانات، بينما لا تفعل شيئاً لأجله على الأرض!.

ماذا يحدث لو قلبنا الهرم، فجعلنا البسطاء قادة، يديرون المؤسسات، ويرسمون سياسات الاقتصاد والحريات، اعتماداً على مبدأ “كل الناس خير وبركة”؟.

تفكر الباحثة الاجتماعية أليسار فندي طويلاً، ببانوراما السؤال، وتصفه بالمجافي للعلم والمنطق، وتسألنا، كيف سيستقر الهرم، إذا كانت قاعدته نحو الأعلى؟ ألا يمكن أن يتحول إلى مربع، بعامل ثقل القاعدة وضغطها على الرأس؟.

لكن “أم محمد”، العاملة في جمع العلب البلاستيكية وبقايا الكرتون من الشوارع، لا تتردد في تبني “كل الناس خير وبركة”، عند تخييرها بينه وبين “الشعب السوري واحد”، وتقول: “ما بدا فلسفة.. خاصة إذا لم يقترن القول بالعمل”!.

السياسة في سوريا.. تفريغ الشعارات من مضامينها

عانى السوريون طويلاً، من “تتفيه” الشعارات وتفريغها من المضامين، حتى أصبح معظمها مدعاة للسخرية، كما يقول “طلال” الطالب في كلية الآداب، الذي يحمّل رأس الهرم، أو النخب، من شخصيات وقوى سياسية، مسؤولية ذلك. ويضيف: “اليوم، يؤكد جميع المسؤولين وحدة الشعب، بينما تفتك الانقسامات بالمجتمع، ألا تشاهدون فيديوهات السوشيال ميديا الواردة من كل المناطق”.

المجتمع السوري ليس بخير، يؤكد “طلال” لموقع تلفزيون سوريا، ثم يفتح جهاز الموبايل كي يرينا تقارير المنظمات الدولية، عن الانتهاكات بحق المدنيين في معظم المناطق، ويقول: “ربما هناك طابور خامس يعمل من خلف الكواليس، لكن مهمة القبض عليه وإيقافه، هي من مهمات الجزء الأعلى من الهرم الذي تتحدثون عنه، وإذا لم ينجح، فلنقلبه كي نفسح للقاعدة، ابتكار الحلول”.

من ضفة أخرى، لو أحصينا عدد جمعيات المجتمع المدني والتيارات والتكتلات، التي نشأت خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكان الرقم هائلاً، وكلهم ينادون بالمجتمع الواحد والمحافظة على السلم الأهلي، ورفض الانقسامات، فمن أين يأتي كل هذا الاحتراب والتشرذم؟.

تحمّل الناشطة المدنية “ماريا”، مسؤولية ذلك للحكومة المؤقتة، وتقول: “لنستعرض أعمالها خلال الأشهر السابقة، فهي ميّالة لاعتماد اللون الواحد، في اختيار الإدارات وتشكيل اللجان، وحتى في تشكيل قوات الجيش والشرطة. كأننا أمام أحادية جديدة، حلت مكان أحادية الأسد!”.

دمشق

تبدي ماريا، مخاوفها من تقسيم سوريا، وتقول، “لا نريد أن نعيش بالشعارات البعيدة عن الواقع، فهناك من يدفع بهذا الاتجاه، بدءا من الجنوب السوري، إلى الوسط، حيث الأحداث الخطيرة على أشدها، في ريف حمص الغربي وجبال الساحل، وصولاً إلى شمال شرقي سوريا”. وتضيف: “لا تختبئوا  خلف أصابعكم، فالمجتمع السوري ليس بخير، وما يجري اليوم، ليس إلا إنجاز ما تبقى من مخطط تفتيت المجتمع، الذي يقول عنه السياسيون إنه واحد وموحّد ومتساوٍ في الحقوق والواجبات”.

تقترح علينا “أم محمد”، تأسيس حزب يحمل عنوان “كل الناس خير وبركة”، وتؤكد أن الموضوع “ما بدو كتير فلسفة”، في حال صدقت النيّات، وتضيف: “يمكن تشكيل حكومة بهذا العنوان.. كل الناس خير وبركة، شرط الالتزام به نظرياً وعملياً، وإلا سيتم تفريغه من معناه هو الآخر، كما فعل الأسد بشعارات الوطنية والتحرير والمقاومة والديموقراطية، التي سحب خيرها وجعلها “دايت”!.

العملة النادرة في دمشق

نتجول في شوارع دمشق، لكننا لا نعثر على الثقة للأسف!. الثقة أصبحت عملة نادرة بالإدارات، وبين الناس، وركاب السرافيس والسائقين، والفقراء المتجولين على بسطات البالة التي تملأ دمشق اليوم. ونتوغل في قاعدة الهرم أكثر، لنكتشف شكلاً مرعباً للهول. يقول أبو ياسر لموقع تلفزيون سوريا، وهو يقلّب سراويل الجينز القديمة على البسطة في شارع الفحامة: “يا أخي، أنا أعيش على الحوالات المالية التي يرسلها أبنائي من الخارج، لكنهم يسرقون نصفها ويحسبون لي الدولار بـ9000 ليرة، بينما هو في المركزي بـ13200. سمعنا أنهم يتبعون سياسة تنشيف العملة، من أجل شراء الدولار بسعر رخيص، بهدف جمع أكبر قدر من  المكاسب. لماذا يفعلون ذلك، ونحن نعيش على حد الكفاف؟”.

Load More Related Articles
Load More In آخر الأخبار
Comments are closed.

Check Also

الخارجية الأميركية: عدّلنا تأشيرات بعثة سوريا لعدم وجود حكومة نعترف بها

الخارجية الأميركية – الشرق الأوسط قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن قرار ال…