
“كل الناس خير وبركة”، التي يقولها البسطاء، عند لقائهم “الغرباء”، تبدو جملة أجدى من شعار “الشعب السوري واحد”، الذي تردده القوى السياسية، في الخطابات والبيانات، بينما لا تفعل شيئاً لأجله على الأرض!.
ماذا يحدث لو قلبنا الهرم، فجعلنا البسطاء قادة، يديرون المؤسسات، ويرسمون سياسات الاقتصاد والحريات، اعتماداً على مبدأ “كل الناس خير وبركة”؟.
تفكر الباحثة الاجتماعية أليسار فندي طويلاً، ببانوراما السؤال، وتصفه بالمجافي للعلم والمنطق، وتسألنا، كيف سيستقر الهرم، إذا كانت قاعدته نحو الأعلى؟ ألا يمكن أن يتحول إلى مربع، بعامل ثقل القاعدة وضغطها على الرأس؟.
لكن “أم محمد”، العاملة في جمع العلب البلاستيكية وبقايا الكرتون من الشوارع، لا تتردد في تبني “كل الناس خير وبركة”، عند تخييرها بينه وبين “الشعب السوري واحد”، وتقول: “ما بدا فلسفة.. خاصة إذا لم يقترن القول بالعمل”!.
السياسة في سوريا.. تفريغ الشعارات من مضامينها
عانى السوريون طويلاً، من “تتفيه” الشعارات وتفريغها من المضامين، حتى أصبح معظمها مدعاة للسخرية، كما يقول “طلال” الطالب في كلية الآداب، الذي يحمّل رأس الهرم، أو النخب، من شخصيات وقوى سياسية، مسؤولية ذلك. ويضيف: “اليوم، يؤكد جميع المسؤولين وحدة الشعب، بينما تفتك الانقسامات بالمجتمع، ألا تشاهدون فيديوهات السوشيال ميديا الواردة من كل المناطق”.
المجتمع السوري ليس بخير، يؤكد “طلال” لموقع تلفزيون سوريا، ثم يفتح جهاز الموبايل كي يرينا تقارير المنظمات الدولية، عن الانتهاكات بحق المدنيين في معظم المناطق، ويقول: “ربما هناك طابور خامس يعمل من خلف الكواليس، لكن مهمة القبض عليه وإيقافه، هي من مهمات الجزء الأعلى من الهرم الذي تتحدثون عنه، وإذا لم ينجح، فلنقلبه كي نفسح للقاعدة، ابتكار الحلول”.