Home استراليا أستراليا المحاطة بالماء: كيف تفقد أمة السباحين الأقوياء طريقها؟

أستراليا المحاطة بالماء: كيف تفقد أمة السباحين الأقوياء طريقها؟

1
أستراليا المحاطة بالماء

أستراليا المحاطة بالماء – استراليا

يؤدي الذعر أثناء الغرق إلى فقدان السيطرة على التنفس، مما يؤدي إلى امتلاء مجرى الهواء بالماء. في غضون دقائق، يتوقف القلب، ويحدث الموت. هذا السيناريو كان مصير 104 أشخاص غرقوا في أستراليا خلال الصيف الماضي.

شهد شهر ديسمبر العديد من حوادث الغرق على الشواطئ. في فبراير، تم العثور على فتاة في التاسعة من عمرها غارقة في حمام سباحة بسيدني. في الأسبوع الماضي، فشلت فرق الإنقاذ في إنعاش طفل صغير بعد غرقه في سد شمال ملبورن.

تآكل تعليم السباحة وزيادة معدلات الغرق

رغم شهرة أستراليا كدولة سباحة، فإن نظام تعليم السباحة يشهد تدهورًا كبيرًا. وفقًا لجاستن سكار، الرئيس التنفيذي لـ “رويال لايف سيفينغ أستراليا”، فقد ارتفعت معدلات الغرق تدريجيًا خلال العقد الماضي. وجد تقرير المنظمة أن نصف طلاب الصف السادس غير قادرين على السباحة لمسافة 50 مترًا، وهو الحد الأدنى للبقاء في الماء بأمان.

دروس السباحة في المدارس: من ركن أساسي إلى عبء إداري

منذ القرن التاسع عشر، كانت دروس السباحة جزءًا إلزاميًا من المناهج الأسترالية. ومع ذلك، تواجه المدارس صعوبات في تنفيذها بسبب نقص التمويل والموارد. في بعض المدارس الخاصة، يتم تعويض النقص بالتمويل الذاتي، لكن المدارس الحكومية تعاني، مما يزيد من الفجوة الاجتماعية في تعلم السباحة.

التراجع في الفعاليات المدرسية

كانت كرنفالات السباحة جزءًا أساسيًا من الحياة المدرسية، لكن ربع المدارس توقفت عن تنظيمها، بينما تراجع عدد المشاركين في المدارس التي لا تزال تقيمها. أصبحت بعض المدارس تعقد مسابقات مصغرة بعد الدوام، مما يقلل من فرص مشاركة الطلاب.

الفجوة الاقتصادية وتأثيرها على تعلم السباحة

أصبحت دروس السباحة الآن مسؤولية الوالدين، مما يزيد من الفجوة الطبقية. تبلغ تكلفة الدروس الجماعية حوالي 21 دولارًا للحصة، بينما تصل في بعض المراكز إلى 35 دولارًا. في الضواحي والمناطق الإقليمية، يؤدي نقص المرافق إلى انتظار الأطفال لأشهر قبل الحصول على مكان في الدروس.

الدروس الخاصة: حل غير متاح للجميع

بسبب تآكل برامج تعليم السباحة في المدارس، يلجأ الآباء للدروس الخاصة. ومع ذلك، فإن التكلفة المرتفعة تمنع العديد من الأسر من تسجيل أطفالهم. في بعض المناطق، يكون الوصول إلى حمامات السباحة العامة صعبًا بسبب نقص المرافق والازدحام.

مستقبل السباحة في أستراليا: هل من حلول؟

تشير منظمة “رويال لايف سيفينغ أستراليا” إلى ضرورة تحسين برامج تعليم السباحة، مع التركيز على الفئات العمرية من 7 إلى 12 عامًا. تدعو المنظمة إلى تمويل حكومي أكبر لتوفير دروس السباحة لجميع الأطفال، بغض النظر عن خلفياتهم الاقتصادية والاجتماعية.

السباحة مهارة حياة، وليست ترفيهًا

تقول ميرال مافاني، وهي مهاجرة هندية: “في أستراليا، نحن محاطون بالماء. السباحة ليست اختيارية، بل ضرورة للسلامة”. إذا استمر تراجع تعليم السباحة، فإن معدلات الغرق سترتفع، مما سيؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح بسبب نقص المهارات الأساسية للبقاء في الماء.

Load More Related Articles
Load More In استراليا
Comments are closed.

Check Also

مبيعات التجزئة الأسترالية تسجل ارتفاعًا طفيفًا مع استمرار حذر المتسوقين

سيدني، 1 أبريل (رويترز) – سجلت مبيعات التجزئة الأسترالية ارتفاعًا متواضعًا للشهر الث…