Home استراليا انتخابات أستراليا وتأثيرها على المحيط الهادئ: تحليل حول التنافس مع الصين

انتخابات أستراليا وتأثيرها على المحيط الهادئ: تحليل حول التنافس مع الصين

0
انتخابات أستراليا وتأثيرها

انتخابات أستراليا وتأثيرها – استراليا

في عام 2022، عندما وقعت جزر سليمان اتفاقية أمنية مع الصين، كان لذلك تأثير غير مسبوق على السياسة الأسترالية. تقليدياً، لم تحظَ السياسة الخارجية باهتمام كبير خلال الحملات الانتخابية، لكن هذا الحدث غيَّر المعادلة. اليوم، مع اقتراب موعد الانتخابات في 3 مايو، تبدو سياسة المحيط الهادئ غائبة إلى حد كبير عن النقاش العام.

أهمية أستراليا كشريك في المنطقة

تُعد أستراليا لاعباً رئيسياً في منطقة المحيط الهادئ، حيث تقدم مساعدات تنموية كبيرة وتتمتع بشراكات أمنية قوية. أي تغيير في الحكومة قد يؤدي إلى تحول كبير في العلاقات الإقليمية خلال السنوات الثلاث المقبلة. في ظل عدم اليقين بشأن السياسة الأمريكية مع احتمالية عودة ترامب إلى الحكم، يزداد دور أستراليا أهمية.

معركة انتخابية تركز على الشأن الداخلي

مع اقتراب موعد الانتخابات، يركز الإعلام الأسترالي على التنافس بين حزب العمال الحاكم بقيادة أنتوني ألبانيز، وتحالف الليبراليين/الوطنيين (LNP) بقيادة بيتر داتون. رغم وجود توافق حزبي بشأن المحيط الهادئ، إلا أن سياسات الحزبين تختلف في بعض التفاصيل، خاصة فيما يتعلق بمواجهة النفوذ الصيني.

سياسات حزب العمال تجاه المحيط الهادئ

حزب العمال أعطى أولوية للعلاقات مع دول المحيط الهادئ. وزيرة الخارجية بيني وونغ زارت جميع دول منتدى جزر المحيط الهادئ بعد انتخابات 2022. كما عزز الحزب سياسة “الخطوة التصعيدية للمحيط الهادئ” عبر “خطة المحيط الهادئ”، التي تتضمن اتفاقيات ثنائية تركز على الأمن الجغرافي.

اتفاقيات استراتيجية مع دول الجوار

بدأت هذه الخطة بشراكة مع توفالو في 2023، تضمنت إعادة توطين المتضررين من تغير المناخ في أستراليا مقابل منحها حق النقض الأمني. وفي 2024، وُقعت صفقة مع بابوا غينيا الجديدة، حيث خصصت أستراليا 600 مليون دولار أسترالي لدعم فريق الرجبي الوطني البابوي، مقابل عدم التفاوض مع الصين بشأن القضايا الأمنية.

رؤية داتون للمحيط الهادئ

في خطابه بمعهد لوي في سيدني، صرح داتون بأنه يريد أن تكون أستراليا “الشريك الطبيعي والمفضل لدول المحيط الهادئ”. لكن سياساته المقترحة قد تؤدي إلى توتر مع بعض دول المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالتغير المناخي.

الجدل حول سياسة المناخ

حزب العمال تعرض لانتقادات بسبب عدم اتخاذه خطوات كافية في مجال المناخ. أما LNP، فقد انتقد زيادة التزامات أستراليا بخفض الانبعاثات. من جهته، يقترح داتون بناء محطات طاقة نووية، ما قد يؤدي إلى تمديد عمل محطات الفحم وإطلاق مشاريع تعدين جديدة، وهو ما يثير قلق دول المحيط الهادئ.

موقف دول المحيط الهادئ من الطاقة النووية

رئيس توفالو فيليتي تيو صرح بأن الاستمرار في مشاريع الوقود الأحفوري يمثل “حكماً بالإعدام” لدول المنطقة. كما أن جزر مثل كيريباتي وجزر مارشال لا تزال تعاني من آثار التجارب النووية الاستعمارية، مما يجعلها متحفظة بشأن التكنولوجيا النووية.

مؤتمر المناخ COP31 والتنافس الدولي

أستراليا تسعى لاستضافة مؤتمر المناخ COP31 بالشراكة مع دول المحيط الهادئ، لكن نشطاء المناخ يتهمونها بعدم اتخاذ إجراءات فعلية. في المقابل، يعارض LNP هذا التوجه، مفضلاً التركيز على خفض تكاليف المعيشة.

مستقبل المساعدات التنموية الأسترالية

حكومة العمال زادت المساعدات للمحيط الهادئ إلى 1.37 مليار دولار أمريكي لعام 2025-26، ما يمثل 42% من إجمالي الميزانية التنموية. لكن هذه الزيادة بالكاد تعوض التخفيضات التي قامت بها حكومات LNP السابقة. لم يعلن داتون بعد عن خططه للمساعدات، لكن هناك مخاوف من تقليصها لتمويل إنفاق دفاعي متزايد.

النفوذ الصيني والتوازن الجيوسياسي

مهما كانت الحكومة المقبلة، سيظل النفوذ الصيني المحرك الأساسي لسياسة أستراليا تجاه المحيط الهادئ. إذا فاز LNP، فمن المتوقع أن يستمر النهج العملي لحزب العمال، وربما يتم تعزيزه. يبقى السؤال: هل ستظل الأولوية للمصالح الجيوسياسية، أم سيتم التركيز أيضاً على احتياجات شعوب المنطقة؟

Load More Related Articles
Load More In استراليا
Comments are closed.

Check Also

مبيعات التجزئة الأسترالية تسجل ارتفاعًا طفيفًا مع استمرار حذر المتسوقين

سيدني، 1 أبريل (رويترز) – سجلت مبيعات التجزئة الأسترالية ارتفاعًا متواضعًا للشهر الث…