
أستراليا تكشف تفاصيل – استراليا
كُشفت هذا الأسبوع تفاصيل التأشيرة الجديدة التي ستُمكّن مواطني توفالو من الهجرة الدائمة إلى أستراليا، في خطوة تاريخية تعتبر الأولى من نوعها في العالم لمعالجة مسألة النزوح المناخي.
تأتي هذه التأشيرة في إطار “اتحاد فالبيلي بين أستراليا وتوفالو”، وهي معاهدة ثنائية وُقعت في أواخر عام 2023 بهدف حماية المصالح المشتركة للبلدين في مجالات الأمن والازدهار والاستقرار، خاصة في ظل التحديات الوجودية التي يفرضها تغير المناخ على توفالو، الدولة الجزرية المرجانية المنخفضة المعرضة بشكل خاص لارتفاع منسوب سطح البحر والعواصف والتعرية الساحلية.
أهمية هذه التأشيرة في سياق النزوح المناخي:
تُعد هذه المبادرة اعترافًا متزايدًا بتأثيرات تغير المناخ كعامل رئيسي في الهجرة والنزوح على مستوى العالم.
فكما أكد قادة دول المحيط الهادئ، يمكن للهجرة القائمة على الحقوق أن توفر مسارات آمنة ومنظمة للأفراد المتضررين من التغيرات المناخية.
تاريخيًا، ساهمت فرص الهجرة في تعزيز التنمية في منطقة المحيط الهادئ من خلال تمكين الأفراد من الحصول على فرص التعليم والعمل وإرسال التحويلات المالية إلى بلدانهم.
وفي هذا السياق، تُعتبر هذه التأشيرة الأسترالية الأولى من نوعها التي تستجيب بشكل مباشر للدعوات المتزايدة لتوفير خيارات هجرة للأفراد المعرضين لتأثيرات تغير المناخ.
كيف ستعمل التأشيرة الجديدة؟
ستسمح التأشيرة بانتقال ما يصل إلى 280 مواطنًا من توفالو إلى أستراليا سنويًا. وعند وصولهم، سيتمتع حاملو التأشيرة بحقوق مماثلة لتلك التي يتمتع بها المواطنون الأستراليون، بما في ذلك:
- الوصول الفوري إلى التعليم (بنفس دعم المواطنين).
- الاستفادة من نظام الرعاية الصحية (Medicare).
- الاشتراك في نظام التأمين الوطني للإعاقة (NDIS).
- الحصول على إعانة الأسرة الضريبية وإعانة رعاية الأطفال وبدل الشباب.
- حرية السفر غير المحدود من وإلى أستراليا، وهو امتياز نادرًا ما يمنح لأكثر من خمس سنوات.
يرى بعض الخبراء أن هذه الترتيبات تضع توفالو في “ثاني أقرب علاقة هجرة مع أستراليا بعد نيوزيلندا”.
نظرة عن كثب على تفاصيل التأشيرة:
تعرف التأشيرة تقنيًا باسم الفئة الفرعية 192 (المشاركة في المحيط الهادئ).
وقد تم دمجها ضمن هذه الفئة الحالية لتسريع عملية إنشائها وتجنب التكاليف الكبيرة لإنشاء فئة تأشيرة جديدة.
وعلى عكس “تأشيرة المشاركة في المحيط الهادئ” الأقدم التي تعتمد على وجود عرض عمل، فإن هذه التأشيرة الجديدة غير مرتبطة بالتوظيف.
من اللافت أيضًا أن التأشيرة لا تذكر توفالو تحديدًا، مما يفتح الباب أمام إمكانية توسيعها لتشمل دول أخرى في المحيط الهادئ في المستقبل.
من يمكنه التقدم وكيف؟
يجب على المتقدمين المؤهلين أولاً تسجيل اهتمامهم بالتأشيرة عبر الإنترنت، ثم يتم اختيارهم عشوائيًا عن طريق الحاسوب لتقديم طلب رسمي. تشمل معايير الأهلية للمتقدم الرئيسي ما يلي:
- أن يكون عمره 18 عامًا على الأقل.
- أن يحمل جواز سفر توفالو.
- أن يكون مولودًا في توفالو، أو أن يكون أحد والديه أو أجداده مولودًا هناك.
- لا يحق لمواطني نيوزيلندا أو الأفراد الذين حصلوا على الجنسية التوفالية عن طريق الاستثمار التقدم بطلب.
يشير هذا إلى الطبيعة الإنسانية للتأشيرة، حيث يستثنى منها الأفراد الذين لديهم فرص مماثلة في أماكن أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المتقدمين استيفاء متطلبات صحية وشخصية معينة.
من الجدير بالذكر أن التأشيرة متاحة للأفراد “ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة والظروف الصحية المزمنة”، وهو ما يمثل غالبًا عائقًا أمام الحصول على تأشيرة أسترالية.
كما أن التأشيرة غير مشروطة بإثبات المتقدمين تعرضهم لمخاطر ناجمة عن تغير المناخ والكوارث، على الرغم من أن هذه القضية كانت الدافع الأساسي لإنشاء البرنامج.
أهمية دعم الاستقرار:
مع توقع وصول أول حاملي التأشيرة في وقت لاحق من هذا العام، لا تزال هناك تساؤلات حول طبيعة الدعم الذي سيحصلون عليه لضمان اندماجهم ونجاحهم في أستراليا.
ففي كثير من الأحيان، يقع عبء كبير على المجتمعات المغتربة في مساعدة الوافدين الجدد. لضمان نجاح هذا البرنامج، من الضروري وجود استثمار حكومي طويل الأجل لتوفير أفضل الفرص لهؤلاء الأفراد للازدهار.
سيكون من المفيد الاستفادة من تجارب توطين اللاجئين والتجارب المماثلة في نيوزيلندا فيما يتعلق بمجتمعات المحيط الهادئ. كما أن إجراء مشاورات مجتمعية واسعة النطاق ومستمرة مع توفالو والجالية التوفالية في أستراليا
وإشراك هذه المجتمعات في مراجعة البرنامج بمرور الوقت، أمر بالغ الأهمية.</p>